من أنت؟ وأين أنت؟ أنت لا تحتاج لأحد أن يذكرك باسمك، ونسبك، ووظيفتك، ومنصبك، السؤال أعمق من ذلك بكثير، اطرحه على نفسك وابحث عن إجابته بكل شفافية ووضوح، ابتعد تماما عن تلميع نفسك وتزكيتها، ووسم قلبك بالطيب الحنون، وروحك بالسمو والأفضلية، دع كل هذا لغيرك و عد لطرح السؤال على نفسك من أنا؟ كيف تنظر للجانب الذي تقوم بإخفائه عن الآخرين، هل تشعر بالرضا عن نفسك الأمارة بالسوء؟ إذن ماذا تنتظر ؟ لِم تثور وتنزعج حينما ينعتك أحدهم بما هو فيك وتكره أن يراه الناس؟ بادر بإصلاحه ولا تأخذك نفسك بالعزة وترفض أن تعترف.. لكل منا جانب مظلم في ذاته، ونكره أن يسلط عليه الضوء، أو يكتشف من باب القسوة والمكابرة، وأحيانا الخجل، نتحاشى أن يراها الآخرون، نكسل عن تقويمها وتهذيبها ونكتفي بضعفنا واستسلامنا ! المكاشفة مع النفس ومع الآخرين ليست عتابا أو حسابا أو تصفية حسابات! بقدر ماهي تقويم وتهذيب اطرح السؤال دائما على نفسك فهي الأولى بكل ما هو جميل.. أين أنت؟ سؤال ليس مكاني، بل أين أنت من روحك، عائلتك ،أصدقائك، وقلبك وقلوبهم، مجتمعك، أين موقعك من التأثير؟ أين أنت من كل هذا ؟ اجلس مع نفسك في جلسة مكاشفة صريحة لترميم ما تهدم منك فأنت تستحق . بقلم/ جواهر محمد الخثلان