يُعتبر التعلم والبيئة في مرحلة الطفولة من المكونات الأساسية التي تحدد ملامح شخصية الإنسان . من خلال توفير تجربة تعليمية غنية وبيئة داعمة، يمكن للمجتمعات أن تلعب دورًا فعلًا في تشكيل الأفراد ليصبحوا مواطنين إيجابيين وذوي قدرة على الإسهام في رفعة المجتمع. لذا، يجب أن نسعى جاهدين لتعزيز جوانب التعلم والبيئة لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة. يلعب كل من التعلم والبيئة دورًا محوريًا في تطوير السمات الشخصية والسلوكيات التي سترافق الإنسان طوال حياته. إن الفهم العميق لكيفية تأثير هذين العاملين على الشخصية يمكن أن يساعدنا في تعزيز تنمية الأجيال القادمة. أولًا، تساهم عملية التعلم في تشكيل الفكر والسلوك. أثناء الطفولة، يتعرض الأطفال لمجموعة واسعة من التجارب التعليمية، بدءًا من التعليم الرسمي في المدارس و الجامعات وصولاً إلى التعلم غير الرسمي في المنزل والمجتمع. تلك التجارب تحدد : • الأخلاقيات و السلوك • التفاعل مع من حولهم و العالم • التفكير بصورة نقدية. • يعزز من مهاراتهم الاجتماعية والعاطفية • اتخاذ القرارات • التوجهات الشخصية في المستقبل. تلعب البيئة دورًا لا يقل أهمية عن التعلم حيث أن السياق البيئي الذي يعيشون فيه ينعكس على سلوكهم وعلاقاتهم في حياتهم إن البيئة المحيطة بالطفل، سواء كانت منزلية أو مجتمعية، تؤثر بشكل كبير في تكوين شخصيته. فالبيئة الإيجابية التي توفر الدعم والعناية : • تعزز من ثقة الطفل بنفسه • تساعد في تنمية مهاراته بفاعلية. أما البيئات السلبية التي تحتوي على عنف أو إهمال تؤثر بشكل ضار على نفسية الطفل وحالته الاجتماعية. وأخيرا ً وليس آخراً يتمتع التعلم والبيئة في الصغر بترابط وثيق حيث يتفاعل كلاهما لتشكيل شخصية الفرد . على سبيل المثال، يمكن لأسلوب التعليم في مدرسة معينة أن يكون مُعززًا أو مثبطًا لتطور الشخصية، بناءً على كيفية تنظيم الفصول والأنشطة المجتمعية. يتفاعل الأطفال مع معلميهم وأقرانهم، مما يعزز القيم والاتجاهات التي يحملونها منذ الطفولة إلى الرشاد. فرحان حسن الشمري للتواصل مع الكاتب: X: https://twitter.com/farhan_939 e-mail: [email protected]