لقد استمعنا قبل أيام إلى اعتذار الشيخ عبدالله بن فهد بن دليم شيخ شمل قبائل قحطان ووادعة الجنوب؛ وكان حقًا اعتذارًا جميلًا، يحمل الكثير من المعاني السامية، والعرف القبلي الأصيل، وهذا الاعتذار نابع من المبادئ العظيمة التي يتحلى بها هذا الشيخ الرائع، والشاب المتحمس لقبائله وهو يسعى دائمًا لخدمتهم، ويعمل على لم الشمل والقضاء على مشاكلهم وتوحيد صفوفهم وتعزيز مكانتهم وتكاتفهم وتعاونهم وترابطهم بين قبائل المملكة في هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الشاب الذي لا يكل ولا يمل في سبيل رفعة وعزة هذه البلاد الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله . اعتذار هذا الشيخ الجليل والطموح لا ينقصه مال ولا جاه، ولكنه ملتزم بما يسعى إليه من تخفيف الأضرار في المبالغ الباهضة في الديات التى تواجهها قبائل قحطان، وهو قد أوجد ميثاقًا لقبائل قحطان للحد من هذه الديات الباهضة، والتي تم تحديدها بألا تزيد عن خمسة ملايين ريال سعودي وهذا الميثاق الذي وقعه حوالي ١٥٠ شيخ ونائب وأعيان من قبائل قحطان في منزل الشيخ عبدالله بن دليم بالحرجة، وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبد العزيز أمير منطقة عسير، الذي بارك هذا الميثاق واستلمه رسميًا من قبل الشيخ عبدالله وفريق العمل لهذا الميثاق وقد استغرق إعداد ودراسة هذا الميثاق أربع سنوات من البحث والتمحيص وتشرفت بكل فخر بكوني أحد أعضاء فريق العمل الذي شكله لهذا الغرض . وأود أن أوضح أنه أهم حدث في تاريخ قحطان؛ وبهذه المناسبة أدعو كافه مشائخ ونواب وأعيان ومفكري قحطان دعم هذا الميثاق، وهذا التوجه الكبير الذي يحمي القبيلة وأفرادها كافة من هذه المبالغ الباهضة، وهذا الميثاق التاريخي سوف يصمد مهما حاول المغرضون والسلبيون من إيقافه، وأنا متأكد بأن سيكون له تأثيرًا كبيرًا في أوضاع قحطان ومن حرص هذا الشيخ الشاب المخلص والغيور على قبيلته في حديثه واعتذاره لقبيلة رفيدة ما وضحه عن أوضاع قحطان ويندى الجبين لها وهي ١٢٣ قاتل من أبناء قحطان ١٢٣ أسرة فاقدة وحزينة ١٢٣ ديات مليونية إنها ١٢٣ مصيبة على قبيلة قحطان . حيث يبقى الأمل معقود على أمثال الشيخ عبدالله، ومن لديه الحماس من الذين يرغبون وقف هذا النزيف الدموي والمالي. الدكتور محمد بن مسعود القحطاني الكاتب والمحلل السياسي