رسائلكم مشاعركم تسكب في قالب نصي ، سواء كان ورقي أو عبر وسائل التواصل المختلفة الرسائل تمنحك الفرصة لتقول كل ما يصعب عليك قوله وكل ما تود أن تبوح به من فيكم جرب كتابة رسالة حتى لنفسه ؟ لو طلب منك ان تكتب رسالة لشخص ما ، من ستختاره ليكون المتلقي لحرفك وماذا تود أن تقول له ؟ وهل كنت ستجرؤ على القول له ما أثقل كاهلك وادمى قلبك شفهيا وهو أمامك ؟ كتابة الرسائل فن ومتعة حين تتخيل المرسل إليه أمامك وقريبا لقلبك تراقب تعابير وجهه وردود افعاله على رسالتك فتتجلى وتنتقي من عباراتك اسهلها ومن مفرداتك الطفها ، أما وإن كان عكس ذلك فحاذر ان تكتب رسالتك ويدك ترتعش من الغضب وتغشى بصرك العصبية فتكتب رسالة نزقة جوفاء الا من اخطاء توردك حياض الندم من الرسائل ما يكون سلاح نحارب به ضعفنا او قلة حيلتنا حين نعجز عن المواجهة إما خوفا أو حياء و احيانا نلجأ لها من باب الفضفضة وازاحة الهم حتى ونحن نعلم أنها لن تصل نهائيا للمعني بها اذ أننا لم ولن نرسلها على الاطلاق . بيننا من يكتب الرسائل ليعود فيمزقها فلا يرسلها ولا يحتفظ بها ولكنه كمن يحدث نفسه فينثر الحروف على البياض لا لشيء الا لتهدأ روحه وتستكين فهو موجوع حد التنكيل بقلبه ففقد الثقة بالجميع وتعاهد نفسه الا يتحدث إلا لها . وهناك رسائل لا تمزق بل تحفظ في أماكن آمنة وبعيدة عن أعين الآخرين واصحاب هذا الفعل قلوبهم رقيقة جدا يسترقون النظر لهذه الرسائل على فترات حين يطرق قلوبهم الحنين للكاتب . وهناك من يرى أن كتابة الرسائل لا تعدو كونها عبث او ضرب من الجنون فهو لا يؤمن ابدا بما تطرحه الأنامل بقدر ايمانه بالمواجهة المباشرة حتى وأن خسر الجولة المهم أن يُفرغ ما في قلبه . لو كنت كاتبة رسالة لكتبتها لكل روح استسلمت لليأس فعاتبتها بلا عنف وشددت من أزرها وحاورتها حوار شفافا يشعرها بقيمتها وينزع عنها ما يؤلمها فوقع الكلمة اللينة اصدق من كل المشاعر المختبئة تحت ستار ( التعاطف ) السمج . اكتبوا رسائلكم دون انتظار او ترقب لرد كتابي او ردة فعل اذ لدى كل انسان عقل يفرض عليه تقبله وتفاعله هناك من يفرح وهناك من يسيء الظن وهناك من يغضب ومنهم من يتجاهل وغير ذلك ، اكتبوا رسائلكم بنوايا بيضاء نقية اكتبوا الرسائل بحب وصدق حتى لانفسكم مارسوا هذا الفن الرفيع فلا اجمل من رسالة ترسم ابتسامة على ثغر إنسان متعب وحزين . اكتبوا الرسائل لأحبتكم بعناية ولا تكتفوا بالعبارات المعلبة والمستهلكة فالقلوب بحاجة الى ضماد رقيق لتعاود نبضها من جديد. كتبه/ أ. جواهر محمد الخثلان