ما بين مرحلة أدبرت إلى مرحلة أقبلت هناك مراحل متنوعة أحيانا تود لو تطوي بعض صفحاتها من ذاكرتك ويأخذها النسيان بعيدًا عن تفكيرك بها، وأحيانا تتمنى لو تعيد بعضها مجددًا لتنعم بالتفاصيل التي دغدغت مشاعرك بالدفء والفرح. الحياة بأسرها مرحلة وأيامنا هي من تقسم الحياة إلى مراحل وتلقائيًا نبدأ في ملء ثوانيها بما يكتبه الله لنا ثم ما نقوم بصنعه فيها من أحداث ومواقف وحكايات منها ما يكون مذاقه كالشهد ومنها العلقم في مرارته، فلا دوام لحال أبدًا فهذه سنة الحياة . كل المراحل ستمضي ولن يتوقف أيا منها كما لن يتبقى منها إلا ذكرياتها في مخيلة من عاشها، هناك مراحل دقيقة جدًا تعد مرحلة فاصلة في الحياة لا تُنسى أبدًا تعيش في ردهات الذاكرة تمر كشريط أمام أعيننا شئنا أم أبينا نتعايش معها ونتكيف مع ظروفها قاسية كانت أو هينة لينة مريحة. أغلبنا يظن أن أجمل مراحل حياته ما كانت أيامه فيها ترفل بالسعادة وغفلنا أن أجمل مراحل الحياة وأثمنها ما استثمرناه جيدًا لمرحلة نقترب بها ونتجاهل أنها هي الحقيقة الثابتة وهي مابعد مرحلة الحياة. الدنيا حياة مفترق الطرق إما فلاح وإما خسران .. مراحل الحياة تتباين في تقلبها اذ لا ثبات على حال واحدة مرحلة الطفولة والبراءة واحداث الشغب والضوضاء والضحكات والخلو من المسؤوليات والهموم والعيش في أحضان الأسرة في أمان نفسي جميل لتأتي بعدها مرحلة التطلعات والطموح والتهور والخطورة أحيانا وفورة المشاعر وجموحها والتحديات ومجابهتها مرحلة الاغلب يتمنى الا يتجاوزها ويظنها الأجمل إنها مرحلة الشباب النضر حتى يصل الى مرحلة النضج والتعقل والمنطقية وقد تكون مرحلة الرضى والقدرة على التمييز وهناك من تنحني بهم هذه المرحلة فيميلون عن جادة الصواب كمراهقة متأخرة يملؤون أوقاتهم بالتخبط ويقنعون أنفسهم أنهم يعوضون ما فاتهم وما تركوا لأنفسهم فرصة للتذكر أن هناك مرحلة أخيرة آتية تزحف وببطء مرحلة الاكتفاء والقناعة واللامبالاة مرحلة التأمل والتمحيص وقد تكون مرحلة الوحدة والشعور بالندم مرحلة النهاية وقد نتفق أو نختلف في أي المراحل أجمل فالكل سيحكم من خلال تعايشه وقناعته ولكن الحقيقة التي يجب أن ندركها جميعا أن لكل مرحلة خصائصها وجمالها والسعيد من اجتاز اختبار كل المراحل للفوز بالرضى الإلهي ومن ثم مرحلة الخلود في الجنان.