تتجه الأنظار اليوم نحو القاهرة والتي تُدير بوصلة الاهتمام العربي والعالمي نحو المفهوم السياحي الحديث ، ومن خلال قمة الاعلام السياحي العربي في دورتها 12 تنطلق محاور القمة عبر منبر الاعلام السياحي العربي ليضع مرتكزات ومؤشرات أداء السياحة في الأقطار العربية بعد التحول الكبير الذي تشهده الدول العربية في مفاهيم السياحة والاقتصاد السياحي ، وبدأت وفود الاعلاميين المهتمين بالسياحة تتوافد إلى القاهرة لنقل أحداث ومؤشرات اللقاء الكبير للإعلام العربي السياحي للجماهير العربية في الوطن العربي ويمتد صداها للعالم الخارجي المتعطش للوقوف على مكنونات البلدان العربية في مجالات السياحة والآثار والتراث والمقومات الكبيرة التي بدأت تظهر جلياً للجميع بعد أن تغيرت المفاهيم والاهتمامات تجاه السياحة ودورها في تقديم الأوطان العربية بصورة مختلفة وهوية راسخة الجذور وقيم عريقة وسامية . لم تعد السياحة ترف للفئة البرجوازية من المجتمعات بل تخطت ذلك المفهوم المحصور لتشكل صناعة واقتصاد ونهضة متكاملة للأوطان ، ومن هنا فإن الاعلام السياحي يضطلع بدور كبير وهام في ترسيخ المفاهيم الحديث والقيم المتجددة للسياحة بجميع فنونها وأشكالها ومما لاشك فيه أن مواكبة الاعلام السياحي للخطط الاستراتيجية للدول العربية والتي بدأت تضع ايديها على أهم المرتكزات السياحية لديها يعتبر منطلقاً هاماً ومرتكزاً اساسياً في نشر الوعي السياحي وتوجيه الاهتمام وتصحيح المفاهيم وتسليط الضوء وتحديد نقاط القوة وتحييد نقاط الضعف والاعلام بصوره المختلفة سواء المرئي والمقروء أو الحديث بكل أشكاله تحت مسمى وسائل التواصل الاجتماعي يمتلك من التأثير ما يغير القناعات السلبية تجاه فنون السياحة ومجالاتها ويرسم خارطة طريق للمهتمين بالسياحة وبيئاتها المختلفة ولذلك فنحن مطالبون بأن نستثمر دور وسائل التواصل الاجتماعي بشكل فعلي وامتلاك محركات البحث الخاصة بإعلامنا وتكنولوجيا الاتصالات باعتبارها الحامل الأبرز للإعلام ما يمكننا من إنتاج المعلومة والصورة ووسائل حملها ونقلها وبثها للتأثير في تكوين رأي عام لإبراز مقومات أقطارنا العربية ومقدرات بلداننا والتشجيع على السياحة البينية العربية. وفي الوقت الذي تنشد فيه مجتمعاتنا التنمية المستدامة وتتطلع اليها وتعمل على تحقيقها لتشمل أبعادا مجتمعية كثيرة، متنوعة اقتصادية وثقافية واجتماعية. ولذلك فإنه يقع دور مهم، ورئيس وفعال على وسائل الاعلام المختلفة، التقليدية منها والحديثة على السواء، من صحف ومحطات وقنوات تليفزيونية ومواقع الكترونية، بالإضافة الى وسائل التواصل الاجتماعي، وغيرها من اشكال الاعلام الجديد بفنونه وأشكاله المختلفة، فى نشر مفاهيم التنمية والمشاركة الفعالة فى عملية تحديث المجتمع، باعتبارها عملية مشتركة بين المواطنين ومؤسسات الدولة، حيث يقوم الاعلام بدور محورى فى مناقشة ومعالجة مختلف القضايا والمشكلات المجتمعية. وقفة: الإعلام وجه التنمية وصوت المواطن والإعلام الحياديّ والصادق مهم في نشر الوعي بين الناس، وتعريفهم بما يغيب عنهم، إذ إنّ للكلمة قوّة تؤثر بالعقول البشريّة، وتثير العواطف وتجعلهم يتحركون لفعل أمر ما، أو يبنون قرارات على إثرها، لذا فوسائل الإعلام مُلزمة بمراقبة ما تبثّه إلى العقول، وما الهدف منه، فالهدف النبيل الذي تتخذه وسائل الإعلام عند نقلها الأخبار والمعارف والثقافات، دائمًا ما يحثّ الإنسان على فعل الأمور الخيّرة التي تفيده وتفيد الغير، وتجعله يبتعد عمّا يسيء وتدفعه للتفاعل مع التنمية ويستمتع بها لتعود عليه بالفائدة . وختاماً: تمنياتي ان تأتي توصيات قمة الإعلام السياحي العربي بحجم وتطلعات المواطن العربي وان تكون خارطة طريق للتنمية من خلال إعلام متخصص وتكون انطلاقة للوزارات والهيئات والمنظمات ذات العلاقة نحو تنمية مستدامة يشارك به المواطن العربي والقطاع الخاص ونطل من نافذة جديدة الى عالم عربي أكثر تطورًا وقد انتهي منه الفقر والأمراض والحاجة الى الغير لنتقدم نحو العالم الأول.