جمعت تقنية العالم الافتراضي أم بابنتها الصغيرة المتوفاة منذ 3 سنوات، دون مقدمات يسلب منا الموت أحبابنا، يسرق منا اللحظات الثمينة التي تجمعنا مع من نحب، بلحظة ينتهي كل شيء حتى وإن طال انتظارنا، فلن يرجع ليطرق الأبواب أو يرسل الرسائل، رحيلة يخلف ألما لا يوازية أي ألم وكأنها ثغرة في الروح لا ينفع معها أي طب وكان هذا الشوق المؤرق لروح هذه الأم الكورية (جانج جي سونج) التي فقدت صغيرتها (نايون) منذ 4 سنوات دافعا لها أن تستعين بتقنية الواقع الافتراضي. فقدت طفلتها بعد صراع مع مرض عضال وقد بلغت آنذاك ال 7 سنوات، و بعد 3 سنوات من وفاتها، كان هذا اللقاء المؤثر الذي سجلته الشاشات ليعرض على العالم. في البداية تشاهد أن الأم تقف وفي الخلفية شاشة خضراء ضخمه و ترتدي سماعة رأس VR ونوع من القفازات الخاصه لتستطيع ملامسة ابنتها المتوفاة في عالم افتراضي جعلها تشعر و لو ل دقائق بأن ابنتها مازالت حاضره. دموع الأم كانت مناجاة المكلومة الفاقدة التائقة لاحتضان طفلتها جعلت كل من شاهد الفديو أن يبكي قلبه قبل عيناه. وحضر والد الطفلة و اخوانها هذا المشهد ليجهشوا بالبكاء لهذا اللقاء. و لإنتاج هذا المقطع قام فريق من التقنيين و لمدة 8 أشهر في المشروع، بتصميم الحديقة الافتراضية التي كانت سابقا لزيارة قامت بها الأم مع ابنتها قبل وفاتها في العالم الحقيقي، واستخدموا تقنية التقاط الحركة لتسجيل حركات الطفلة في الواقع الافتراضي الخاص بهم. و علق فريق الإنتاج: ”العملية قد لا تكون بسيطة والمنتج النهائي قد لا يكون مثالياً، ولكن لدينا الآن تقنية لإعادة الموتى في الواقع الافتراضي بشكل مقنع بدرجة كافية. وقد قام مركز الشرق الأوسط للإذاعة بتحميل هذا المقطع الوثائقي و مشاركته تحت مسمي ”لقد قابلتكم“، على اليوتيوب ، مع لقطات متنوعة بين ”العالم الحقيقي“ والعالم الافتراضي. و علقت الأم قائلة ، ”قابلت نايون، التي رأتني بابتسامة، لفترة قصيرة للغاية، لقد كان وقت سعيد للغاية، أعتقد أنه كان لدي حلم طالما كنت أرغب فيه“.