يقولون إن الجنون فنون .. وللشعوب في عاداتها العجب العجاب .. وللاشخاص في طقوسهم بدع وغرائب .. وكل منا يعيش حياته كما يريد ويشتهي .. إلا أن للحياة قوانين لا يمكن تجاوزها .. ومن يفعل يتحمل عواقب فعلته .. هناك قوانين دينية وأخرى أخلاقية وانسانية لا يمكن أن نعيش الحياة دون القبول بها والخضوع لسلطتها. نسعى في حياتنا الى تحقيق ذاتنا وتحقيق النجاح .. ولكن نجاحنا يجب أن لا يكون على حساب الآخرين .. وراحتنا لا تكون بتعاسة الآخرين .. وللنجاح مسببات كثيرة بعضها بيدنا وجزء كبير منها منح من الخال ق الذي ييسر الدرب أمام الساعين لتحقيق ذلك النجاح .. وقد ذكر الدكتور ابراهيم الفقي مقومات وأسس عديدة للنجاح أبرزها أن الانسان الناجح هو الذي يستقر يقين كامل بداخله بأن ما حققه من نجاح وتفوق هو بتوفيق من الله أولا .. وهو الذي يستشعر الله دائما في اخلاقه وتعاملاته وأعماله وعلاقاته .. ويسعى جاهدا أن يكون حمده وشكره خالصا لله وحده على كل ما تحقق له من نجاح. ومن أسس النجاح أيضا أن تبني لنفسك صرحا متينا من الأخلاق الفاضلة .. وأن تكون لديك قوانين أخلاقية لا تتجاوزها في علاقاتك ومعاملاتك وتصرفاتك مع نفسك ومع الآخرين .. وأن تكون قاعدتك الأخلاقية تلك أساسا لشخصيتك .. ومرتكزا لعملك وواجهة لحياتك. ومن بدهيات النجاح الأساسية التفاؤل والتفكير الايجابي .. وحسب نظرية نشاطات العقل فكل ما تفكر فيه يتسع ويكبر بنفس النوع .. فالعقل البشري لا يفكر إلا في اتجاه واحد .. ولا يسعه تعديد المجالات .. فإذا فكر بشكل سلبي ظل في الاتجاه السلبي .. والعكس بالعكس .. وطبقا للنظريتين الماضيتين فإن كل تفكير سلبي يبدأ فيه الانسان فإنه يتسع وينتشر بنفس الاتجاه ويظل في نفس الاتجاه من حيث كونه إيجابيا أو سلبيا. ومن عوامل النجاح أيضا الانتماء .. سواء للوطن أو للدين، وقد ذكر الفقي العديد من القواعد التي يجب أن يرتكز عليها الانسان الناجح مثل (البقاء) والمقصود هنا أن يشعر الانسان بالأمان .. فمن يكون عرضة للمخاطر لا يمكن أن يكون متزنا .. ويرى أن (الحب) رافد أساسي للاستقرار وضمان البقاء .. ومن أخطر أسباب الفشل ضعف التقدير الذاتي .. أي أن الفرد لا يستطيع أن يقيّم قدراته بالشكل السليم ، وتجده دائما يبحث عن التقدير من الآخرين مما يشعره بالدونية والاحباط إن لم يجده .. ومن أهم خطوات العلاج (التغيير وكسر الملل) حتى لا يظل الانسان حبيساً لأزماته فترة طويلة من الوقت .. ويجب أن يسعى الفرد للتغيير وأن يمتلك القدرة على الانفصال النفسي عن مشكلته أثناء التفكير فيها.. مما يمكنه من وضع حلول أكثر عقلانية بعيدة عن العواطف والنزوات .. كما يجب على الانسان أن يسعى لتحقيق أي إنجاز من الممكن أن يعيد له الثقة بنفسه. وللنجاح مقومات وأسس عديدة أهمها أن يكون لديك (دافع) قوي للنجاح تخلقه بداخلك وتصر عليه ولا تتخلى عنه .. كما يجب أن تكون لديك (طاقة) عالية ومتجددة ومتنوعة روحانية وذهنية وعاطفية وجسمانية .. وأن تحسن الحفاظ على هذه الطاقة وتقو يتها وعدم إهدارها والعمل على تنميتها وتجديدها في كل لحظة وحين .. وأن تبتعد عن مصادر الطاقة السلبية التي تضعف من طاقتك الايجابية مثل القلق والتوتر والتفكير السلبي واختلال التغذية. ومن أسس النجاح الرئيسية تنمية المهارات الذاتية .. والحرص على تطوير القدرات الفردية وإبراز الايجابيات وتقوية نقاط الضعف .. كما يجب عليك أن تتجنب بعضاً من معطلات النجاح مثل الخوف وسلبية الصورة الذاتية والمماطلة .. وتجنب التوقعات السلبية التي تقود الى الاحباط واليأس وتقليل الهمة .. وتنمية التوقعات الايجابية التي تقود الى التفاؤل .. إضافة الى ضرورة تقوية فكرة الالتزام وضروراته بكافة أنواعه سواء الديني والشخصي والعائلي والرياضي والاجتماعي وغيره .. كما يجب أن يمتلك الانسان الناجح قدرة كبيرة على المرونة والتكيف مع المتغيرات والقدرة على التغير الى الأفضل. ومن مفاتيح النجاح الأساسية (الصبر) الذي يقود الى الفرج في حالات كثيرة .. إضافة الى ضرورة امتلاك الفرد قدرة كبيرة على التخيل الابداعي الذي يمكن من خلاله أن يفكر بما لا يفكر به الآخرون .. وأن يميز في تنفيذه حتى وإن تشابهت أفكاره مع آخرين .. وأخيراً فلابد من الاصرار والاستمرار بذات الايجابية والحماس والقدرة على تحقيق الذات .. ودمتم سالمين.