بقلم | محمد العرب محمد التعزي .. 26 سنة .. من محافظة تعز الحالمة ، ترك كلية الاعلام بعد انقلاب المليشيات علي الشرعية وقرر ان يصبح جنديا ، تنقل من نهم الى الجوف الى حجة ليستقر به المقام في صعدة ، لانه من امهر المتخصصين في تفكيك الالغام ، كان له اسلوب فريد متفرد فهو يغامر ليلا ليزحف امام قطاعات الشرعية لتنقية الارض الملغمة بعشوائية وكثافة لتصبح ممهدة امامهم عند بزوغ الفجر… كان يقول لي ان المليشيات لا تواجه ابدا وتعتمد تكتيك زراعة الالاف من الالغام ووضع قناصين ورشاشات ثقيلة فوق الجبال ويكمل بفخر انا اكفيكم الالغام وتكفلوا انتم بتحقيق النصر ، محمد اصبحت لديه خبرة كبيرة في تفكييك الالغام وفك الاشراك الملغمة ، المليشيات لم تترك شيء لم تقوم بتلغيمه انطلاقا من قذائف المدافعية وصولا الى الصواريخ التي يتم جعلها في وسط حقل الالغام لاحداث اكبر اثر تدميري عند انفجارها.. بعد تفكيك عشرات الحقول الملغمة والاشراك المتفجرة تعرض محمد التعزي لبتر في القدمين نتيجة سقوط قذيفة هاون في احد حقول الالغام التي كان يفككها ، واثناء عملية الانسحاب انفجر احد تلك الالغام وتعرض لاصابة مميته… ستة اشهر في المستشفى عاد بعدها محمد الى الجبهة ليكمل عمله ولكن بلا قدمين ، يا الله ماهذا الانسان الملهم والى اي طينة ينتمي ، خسر نصف جسمه لكنه لم يخسر شجاعته واقدامه ورغبته في اكمال المشوار حتى تحقيق النصر ، علمتني الحياة ان هناك وفرة في الذكاء في العالم لكن الشجاعة في عمل الأشياء بشكل مختلف قليلة الوجود بل ونادرة، كما انه الذكاء بلا شجاعة ذكاء منقوص لان الخوف والجبن يصبح عائقا امام الأذكياء وتمنعهم من تحقيق اهدافهم ، دوما كنت اردد انه لا يمكن أن نتعلم الشجاعة والصبر إذا كان كل شيء على ما يرام وان الظروف الصعبة تخرج اعظم ما في داخلنا وان المحطات الصعبة والمعارك المصيرية هي التي يجب ان ننهل منها الصبر والشجاعة وهي التي يولد من رحمها ابطال بحجم محمد التعزي ، سلام الله على تعز اليوم وغدا وحتى قيام الساعة