بقلم | سارة الخناني يحدث أن نفترق عن زملاء دراسة جيدين، وعن أصدقاء سابقين كانوا في حياتنا أقرب من الأهل والأقارب، بعض الأشخاص التقينا بهم في مراحل عمرية تركناهم أو تركونا بسبب ظروف الحياة والتغيرات التي تطرأ عليهم وربما في لحظة تعود بك الأيام لتلقتي بهم وتحضر العلاقة من جديد بكل تفاصيلها الجميلة. في موقف أمامي يترجم معنى أن الصديق الصادق حتى وإن مرت عليه السنين والأيام وتتخللت بينهما مجريات الظروف والأحوال دون تواصل يبقى كما هو في الوفاء والصدق، دعوني اذكر لكم قصة شاهدتها امأمي، انقطعت والدتي عن صديقتها التي عاشت معها طفولتها نحو ما يقارب 20 عام، حيث كان بينهما كلمة سر يعرفانها تماما ولا يمكن نسيانها. بحثت والدتي عن صديقتها طوال ال 20 عام ولم تجدها، وفي يوم من الأيام صادفت والدتي حساب احد اقاربها على تويتر فبادرت بسرعة بالسؤال عن صديقتها وطلبت منه الرقم وحصلت عليه واتصلت عليها بسرعة ففرحت بأنها حصلت على صديقة عمرها التي تعبت وهي تبحث عنها .. ولكن الغريب أن صديقتها لم تعد تعرفها! حاولت والدتي تذكيرها ولكن باتت محاولاتها بالفشل، فمرّ شريط الذاكرة على صديقتها طوال ال 20 عام، ولسان حالها يقول لقد مضى وقت طويل على تلك الصديقة وأنا أصبحت زوجةً وأمّ وحالت بيننا الظروف والانقطاع الطويل كيف لي أن اذكرها بسرعة؟ وعند تذكير والدتي بكلمة السر التي بينهما تفاجأت ! فأصابها مشاعر غريبة وانفعالات صادمة حدثت بداخلها وأخذت تذرف دموع لاذعة تحرقها على فراق صديقتها لأنها لم تتوقع أن يتجسد الماضي الجميل أمامها بعد مضيء زمن طويل على تلك العلاقة! فلم تصبر والدتي على هذا الموقف فسيطر عليها إرباك وشعور مختلط من الفرح والحزن معاً، وعاشا الصديقتان أجمل اللحظات السعيدة في الوقت ذاته. الصداقة النقية الصافية التي لا تتلطخ بها المصالح والغيرة والحسد تبقى لسنين طويلة لا تتأثر ولنا في قول الإمام الشافعي – رحمه الله – موعظة وحكمة حينما قال سسلام ععلى الدنيا إِذا لم يكن بها، صديق صدوق صادق الوعد منصفا .