قام فريق علمي من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، باستكمال أعمال مشروع التنقيبات الأثرية في موقع زبالا الاثري 25 كيلو متر جنوبرفحاء والواقع على درب زبيدة الشهير”طريق الحج الكوفي” الممتد من مدينة الكوفة في العراق مروراً بشمال المملكة قرب محافظة رفحاء ووسطها وصولاً إلى مكةالمكرمة،بطول 1400 كلم، في أراضي المملكة،حيث يمر بخمس مناطق في المملكة هي الحدود الشمالية، وحائل، والقصيم، والمدينة المنورة، ومكة. وأدرج الدرب ضمن مشاريع برنامج خادم الحرمين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة، الذي تنفذه الهيئة. حيث كانت لقرية زبالا كغيرها من حواضر المدن الإسلامية دورها التاريخي والحضاري لكونها ضمن المحطات الرئيسة الواقعة على مسار طريق الحج العراقي الواصل بين الكوفة ومكةالمكرمة، فضلاً عن دورها الاقتصادي في الفترة الإسلامية. ويأتي هذا ذلك في إطار استكمال أعمال التنقيب للموسم الرابع في الموقع، والتي تركزت في المسجد ومنطقة السوق المجاور، ونتج عن ذلك اكتشاف عددٍ من العناصر المعمارية المتمثلة في جدران ودعامات، وكذلك بعض الغرف، فضلًا عن عددٍ من المعثورات الأثرية، منها الفخارية والزجاجية والمعدنية، وكذلك العثور على كسر من الأواني الفخارية والزجاجية تمثلت في أجزاء من حواف وأبدان وقواعد، إضافةً إلى العثور على فخار مزجج بألوان مختلفة وأجزاء من الحجر الصابوني التي تعود إلى الفترة الإسلامية “العباسي المبكر”. وأوضح رئيس الفريق المكلف بأعمال التنقيب عبدالعزيز العريني، أن الفريق بدأ أعمال التنقيب في هذا الموسم بالمنطقة الجنوبية من المسجد الذي قدرت مساحته ب26.5X16 متراً، وكانت بداية العمل في المساحة الأمامية للمسجد الذي تم من خلاله اكتشاف بعض الجدران المبنية من الحجر والمكسية بالجص الأبيض والوصول إلى أرضية المسجد،وهي عبارة عن طبقة مدكوكة استخدم فيها الحصى الصغير الناعم، ما نتج عنه أرضية صلبة دكت بشكل جيد على أرضية المسجد. وأشار العريني، إلى أن المسجد يتألف من عدد ثلاث صفوف من الأعمدة والدعامات كل صف يتكون من عدد ستة أعمدة لحمل السقف ماعدا رواق القبلة يتكون من ثلاثة أعمدة نصف دائرية ملتحمة بجدار القبلة، ويتوسط بيت الصلاة محراب نصف دائري مجوف إلى الخارج. يذكر أن الهيئة، نفذت ثلاثة مواسم للتنقيب الأثري في موقع زبالا الذي يعد من أبرز محطات مسار درب زبيدة في شمال المملكة. ومن المتوقع أن تكشف الأعمال المستقبلية بالمسجد والمناطق الأخرى بالموقع عن عددٍ من التفاصيل المعمارية والمعثورات الجديدة.