في بلادنا مناطق تميزت بالخير خدمة للدين والمجتمع وخاصة خدمة القرآن الكريم، ورجال اعمالها دائماً في الطليعة فأنعكس ذلك على سلوك الناس والتزامهم بهدي الرسول الكريم والقرب من الله تعالى وأنعكس ايضاً على روح العطاء والإيثار والتعاون التي هي جزء من ثوابت وتراحم هذا المجتمع المؤمن الثابت. والوقف الأبرز بطريب المكون من أربعة طوابق تحوي شقق سكنية ومحال تجارية يعود ريعها لجمعية تحفيظ القرآن الكريم ورعاية الدور النسائية لم يكتمل وبالمعنى الحقيقي هو متعثر لغياب الدعم الكافي.
ومع أن تكلفة مشروع (وقف الفرقان) هذا لا يتجاوز مليون وثمانمائة ريال وقد تم جمع مليون ريال تقريباً إلاّ أن التعثر يتنافى وأهمية الوقف التي ستكون عوائده لمصلحة تحفيظ كتاب الله للأبناء والبنات والكبار، وعلى تفعيل دور نساء طريب التي تهتم بأوجه الخير ودروس القرآن الكريم والسنة النبوية وبناء الأسرة وتقوية أواصر العلاقات العائلية وتربية النشأ وغيرها الكثير من الإيجابيات.
ليس صعباً على أبناء طريب السعي بكل جهدهم في المنطقة وخارجها لغرض توفير المتبقي من التمويل فالمشروع بهذا الشكل القائم ليس ايجابياً ولا يليق بنا جميعاً. ويوجد في طريب الرائع رجال اعمال محترمين اياديهم بيضاء زادهم الله من فضله ويوجد لهم اصدقاء ومعارف من رجال الاعمال خارج طريب بمناطق المملكة، وكم سينالون من ثواب الله تعالى لو أنفقوا وطلبوا العون من اصدقاءهم وشركاءهم الآخرين لإتمام هذا الوقف الذي عنوانه كتاب الله العظيم.
نتوجه لهم جميعاً وهم المنفقين سراً وعلانية وهم أهل الخير والشهامة وهم الذين اختصهم الله بفضله ونرجوهم ونسألهم عمل ما بوسعهم لنرى هذا المشروع وقد إكتمل وأصبح يُخرِّج قُراء وحُفاظ لكتاب الله وكلامه الذي نزل على أعظم وأشرف نبي ورسول محمد صلى الله عليه وسلم.
كم سيدعوا الناس في ظلمات الليل والصلوات وفي كل حين لو تبرع الكرماء الذين رزقهم الله واغناهم عمّن سواه لإتمام وقف الفرقان الذي سيكون ريعه عائداً للعناية بالوحي الذي نزل به الأمين جبريل عليه السلام على سيد الثقلين صلى الله عليه وسلم. وكم سيدعوا لكم الجميع يا من ستتبرعون ولو باليسير وستجدونها رفعةً لكم في الدنيا والآخرة.
اللهم في شهر القرآن العظيم شهر رمضان المبارك نسألك ياعظيم أن تعتق من النار ووالديه من أكمل هذا الوقف، اللهم ارزقه ياكريم الفردوس الأعلى من الجنة بلا حساب ولا سابق عذاب وأعطه اضعاف ما أنفق عاجلاً غير آجل.
اللهم من تبرع وتكفل بما تبقى من هذا المشروع القرآني بطريب وباع واشترى معك يا الله طلباً لمغفرتك ورضاك ورحمتك وطلباً لسعادة الدراين وصلاح الذرية وسلامة القلب وحسن الخاتمة اللهم فأطل عمره على طاعتك وعافه في بدنه واحمه بحماك وارزقه من حيث لا يحتسب واحشره يارحمن يارحيم في الآخرة مع الصحابة أهل البذل والعطاء في أوقات الشدة والعثرات مع الكريمين المنفقين ذو النورين عثمان بن عفان وعبدالرحمن بن عوف رضي الله عنهما. اللهم ارزق واخلف على من اقال عثرة وقف الفرقان بطريب وأكرمه في الدنيا بغنىً لا ينقطع وأكرمه في الآخرة بمجاورة سيدنا محمد ولا تحرمه يا واسع الفضل من رؤية وجهك الكريم.. آمين.
كأني بشباب أعرفهم من طريب اصبحوا بتوفيق الله ثم بعرق جبينهم رجال أعمال أوفياء وبررة بوالديهم يعيشون في مُدن المملكة ومن يدري قد تذرف دموع في السَّحر برمضان وبعده دعاءً لهم لو نالوا البر وأنفقوا مما رزقهم الله تقرباً إليه سبحانه ثم لإزالة حزن رافق هذا البناء الذي من أكمله فهو يقصد وجه لله تعالى وليس لمصلحة دنيوية.
الحياة أقصر مما نرى ومما نعتقد بكثير ويبقى عمل الخير بلا نهاية والاقربون أولى بالمعروف وأنتم أهل معروف.. اللهم وفقهم.