بقلم | منى الزايدي خلف تلك الأسوار العظيمة تسكن وجوه بشرية واقدار حتمية ، يسكن الأمل ويسكن اليأس ويستكين الحب والوفاء ويستقر نهر الغدر والكذب ويخيم ظلام الحسد والحقد.. هم بشر ولكن ريشة القدر رسمت لوحة على تلك الملامح أمتزجت ألوانها ما بين الخوف من أقدار الحياة والتربع على عرش الفخر والتباهي بكنوز الحياة الزائلة. . خلف أسوار تلك المدينة صنعت الأقدار خرائط من الآلام على بعض الوجوه وخرائط من الآمال على البعض الآخر.. وصنعت خيوط الأقدار التعاسة على البعض والسعادة على الجانب الآخر.. أسوار المدينة مدرجات كبيرة واسعة ليس الهدف منها للأحتفال أو لمشاهدة شي عظيم من خلفها ولكن مدرجات لمشاهدة شاشة الحياة الكبيرة التي هي بيد ريموت القدر تتغير فكم من مشهد جميل كان من أروع ما يمر في حياة البعض وكم من مشهد آخر أسوء ما يمر في حياة البعض أيضا .. تربعنا على عرش الحياة وتوجنا فيها بالأحياء وسكنا خلف أسوار مدينتها وماعلمنا أن تلك الأسوار آلة لسقوط في أي لحظات عندما تهاجمها يد القدر سوف تحطم بقايا نفس بشرية كانت على موعد مع الآمال في لحظة ولكن يد القدر وما تفعل تبطش بدون رحمة وتكسر بدون تأني. . ويبقي خلف تلك الأسوار لوحات جميلة رسمت بتلك اليد التي بطشت فهي أيضا كانت هي الدواء من جانب آخر في ذلك الجانب الآخر من ضفاف نهر حياة بعض البشر .. وتبقي الأسوار أسوار مدينة حديثها مابين أنامل القدر تحركه كيف شئت.. ومن خلف أسوار سطوري وسحابة حرفي أستوقفني هذا الحديث وسوف تبقى أسوار قلمي متاحة للجميع لاتحطمها أي عواصف.