قبل ملايين السنين .. وتحديداً حينما قال الله سبحانه لأبينا آدم وأمّنا حوّاء – عليهما السلام – ” قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَ ” وبعد تلك الحادثة الأليمة التي تعرضا لها .. بنزولهما إلى الأرض .. وبعد زواجهما وولود هابيل وقابيل .. وُلدِ الخير والشر ، ولد الحب والبغض ، ولد السلم والحرب ، ولد الحق والباطل .. لِيُقْتَل صاحب التقوى .. ويبقى الذي لم يُقْبَل قُربانه .. لتبدأ الحكاية .. حكاية حرب لآلاف السنين ، دمار وخراب .. نعم .. إن الإنسان ، قتّل .. دمّر ونهب .. أبكى العيون .. وأفنى الفنون ، سعى في الأرض ؛ لينشر الفساد .. منعوا الماء .. فمات الزرع ، واكتست الأرض بلونها البني .. ظنوا ان كل شيء ضدهم … الأرض والسماء ، الجبال وحتى الحيوان .. ولكن … وبعد آلاف السنين بل ملايينها بعد الظلم الذي عاشه المسكين ، والجبروت الذي عاشه الطغاة ، بعد قول ذلك الملك ” أنا ربكم الأعلى ” بعد فرقة الأخوة عن بعضهم البعض ، وبعد جوع الفقراء .. فالأغنياء سلبوا كل شي .. كل شيء .. بعد كل هذا .. وفِي ظلمة الليل ، وعند الفجر وبجانب ذلك البيت العتيق ، ولد ذلك الطفل .. وياله من طفل ، طفل لو علم قومه ما مكانته ، لما ترددوا ولو للحظة في أن يفعلواما فعله فرعون بموسى عليه السلام .. رغم بعد تلك السنوات لكن الظالمين هدفهم ” نحن .. ومن غيرنا !؟ “