يدشن ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، اليوم (الاثنين) في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي (إثراء) في الظهران، المرحلة الأولى من مشروع مدينة الملك سلمان للطاقة (سبارك) SPARK، الواقعة بين حاضرتي الدمام والأحساء في المنطقة الشرقية. وستقوم أرامكو السعودية بالتطوير وتنقل إدارة أعمال الحفر وصيانة الآبار التابعة لها إلى المدينة التي ستكون مركزاً لإدارة سلاسل الإمداد وتتولى أرامكو السعودية تطوير البنية التحتية للمدينة وتشغيلها وإدارتها وصيانتها بالشراكة مع الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية (مدن)؛ ومن المقرر أن يتم تطوير المدينة خلال ثلاث مراحل على مساحة إجمالية تبلغ 50 كيلومتراً مربعاً، بينما تغطي مساحة المرحلة الأولى 12 كيلومتراً مربعاً وتنتهي أعمال تطويرها بالكامل في 2021. وتستهدف مدينة الملك سلمان للطاقة (سبارك) مجالات إنتاجية حيوية عدة، وهي: التنقيب والإنتاج والتكرير، والبتروكيماويات، والطاقة الكهربائية التقليدية، وإنتاج ومعالجة المياه، لتعزز بذلك دور أرامكو السعودية كأكثر مزودي الطاقة موثوقية في العالم، وكمطور لأكبر المشاريع الضخمة والرائدة في العالم. وتضم الأنشطة التصنيعية والخدمية بالمدينة: خدمات حفر الآبار، وأجهزة الحفر، ومعدات معالجة السوائل، وخدمات التنقيب والإنتاج، الأنابيب، والمعدات الكهربائية، والأوعية والخزانات، والصمامات والمضخات. يذكر أن مدينة الملك سلمان للطاقة، هي انعكاس لمُستهدفات رؤية المملكة 2030، وتجسيد لبرامجها التنفيذية، أبرزها «برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية»، الذي يسعى لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة، من خلال تحويل المملكة إلى قوة صناعية رائدة ومنصة لوجستية عالمية في مجالات النمو الواعدة، عبر التركيز على أربعة قطاعات حيوية هي: الصناعة، والتعدين، والطاقة، والخدمات اللوجستية ويدعم البرنامج تنافسية المناطق الاقتصادية الخاصة، ومنها مدينة الملك سلمان للطاقة (سبارك)، وتحويلها إلى منصة لخدمة الأسواق العالمية، ويسعى إلى تعزيز مكاسبها وعوائدها المباشرة وغير المباشرة للاقتصاد الوطني، ومنها توفير فرص عمل وتوليد الدخل، وتنويع الصادرات وزيادتها، وزيادة الدخل من العملات الأجنبية، وزيادة تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر، وتنمية الإيرادات الحكومية، أما بالنسبة للمكاسب غير المباشرة، فيسعى البرنامج إلى توفير فرص العمل غير المباشرة، وتطوير المهارات المحلية، ونقل التكنولوجيا، والتنمية الحضرية وتنمية المناطق، وإظهار ثمار الإصلاحات الاقتصادية. وتستهدف المدينة لدى اكتمال مرحلتها الأولى جذب ما يزيد عن 120 استثماراً، وتضم «سبارك» خمس مناطق رئيسة أولها صناعية تركز على التصنيع العام، والكهربائيات والمعدات، والسوائل والكيماويات، وتشكيل المعادن، والخدمات الصناعية، ومنطقة الميناء الجاف، وطاقتها ثمانية ملايين طن متري من الشحن سنوياً، ومنطقة لأعمال أرامكو السعودية الخاصة بالحفر وصيانة الآبار، ومنطقة متخصصة بأعمال التدريب وتتسع لعشرة مراكز تدريب تستهدف رفع مهارات وبناء قدرات الكوادر الوطنية السعودية، وأخيرًا منطقة سكنية وتجارية وترفيهية. إضافة إلى حرصها على استقطاب مستثمرين صناعيين في القطاعات الاستراتيجية الخمسة السابق الإشارة إليها؛ تعمل المدينة على تطوير المؤسسات السعودية الصغيرة والمتوسطة ورعايتها، وتحفيز الابتكار وريادة الأعمال في قطاع الطاقة، وستسعى، كذلك، لاستضافة أول مركز صناعي للمشاريع الصغيرة والمتوسطة في المملكة. ومن المُتوقّع أن تسهم المدينة عند تطويرها بالكامل بحلول عام 2035، بأكثر من 22 بليون ريال في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، وأن توفر ما يصل إلى 100 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة، إضافة إلى توطين أكثر من 350 منشأة صناعية وخدمية جديدة، وإيجاد قاعدة صناعية تساعد على الابتكار والتطوير والمنافسة العالمية، ودعم وزيادة أمن إمدادات الطاقة وتوفيرها بأسعار تنافسية، وخفض تكاليف المنتجات والخدمات التشغيلية المساندة والمرتبطة بقطاع الطاقة، وسرعة استجابة الصناعات والخدمات المساندة المحلية لاحتياجات الشركة التشغيلية والتطويرية الملحة. يذكر أن مشروع مدينة الملك سلمان للطاقة يدعم برنامج تعزيز القيمة المضافة الإجمالية لقطاع التوريد، الذي يُعرف اختصاراً باسم برنامج «اكتفاء»، الذي كانت أرامكو السعودية أطلقته في كانون الاول (ديسمبر) 2015، بهدف الاستفادة من العلاقة بينها وبين المُصنعين، والموردين، ومقدمي الخدمات، لتعزيز أهداف الشركة ورفع مستوى المحتوى المحلي إلى حوالى 70 في المئة مع نهاية 2021. وتشجع هذه المدينة في إضافة القيمة في جميع أعمالها، وتُسهم في أداء أرامكو السعودية لرسالتها في تطوير قطاع وطني للصناعات والخدمات المرتبطة بالطاقة، ولديه القدرة على تصدير 30 في المئة من منتجاته بحلول 2021، وتوليد آلاف الوظائف المباشرة وغير المباشرة بحلول 2025. تواصل أرامكو السعودية جهودها المتسارعة في تطوير مدينة الملك سلمان للطاقة (سبارك) وتهيئتها لمنظومة التحوّل الوطني، وجذب الاستثمارات العالمية المتعددة والمرتبطة بالصناعات المساندة لقطاع الطاقة. وجاءت بواكير هذه الجهود بالإعلان، في كانون الاول (ديسمبر) 2017، عن أول مستثمر يضع حجر الأساس لمنشآته الجديدة في المدينة، وهي شركة شلمبرجير، وذلك من خلال إنشاء مركز تصنيع منتجات خاصة بمنصات حفر آبار النفط الخام والغاز على اليابسة، إلى جانب منتجات مرتبطة بسلسلة إمداداتها. ويجري في الوقت الحالي التفاوض مع العديد من المستثمرين في إطار خطة لجذب أكثر من 120 استثماراً صناعياً بنهاية المرحلة الأولى من المشروع. المشاريع العملاقة في المدينة المنطقة الصناعية: تُسهم في تطوير منظومة القيم المتكاملة لمنتجات وخدمات الطاقة. وستركز المناطق المتخصصة على التصنيع العام، والكهربائيات والمعدات، والسوائل والكيماويات، وتشكيل المعادن، والخدمات الصناعية. الميناء الجاف: عبارة عن منطقة خدمات لوجستية حديثة تتميز بدرجة عالية من الأتمتة، مع منطقة للجمارك يمكن ربطها بسكة الحديد الخليجية في المستقبل. وستصل طاقة الميناء الاستيعابية إلى ثمانية ملايين طن متري من الشحن سنوياً. منطقة الأعمال: تضم مقر أرامكو السعودية الرئيس لأعمال الحفر وصيانة الآبار، وعقارات تجارية تحتوي على مساحات مكتبية، ومطاعم، ومحال تجارية. منطقة التدريب: صممت لتستوعب عشرة مراكز تدريب متخصصة في قطاع الطاقة لتدريب وتطوير الكوادر الوطنية، وتلبية حاجات المستثمرين في المنطقة. المنطقة السكنية والتجارية: تضم مجمعات سكنية، ووحدات فندقية، ومركزاً صحياً، ومدارس، ومرافق ترفيهية.