بقلم | د. حياة الهندي قال لي طفلي ذات يوم: أنا لا أبكي أنا رجل. حبيبي الصغير أبكي لماذا لا تبكي؟ السماء تبكي! بعد حديثنا العابر هطلت الأمطار ، شاهدها صغيري وحين رآني أقبل عليّ فضممته إلي ، كانت عيناه مفتوحة على الآخر مندهشة وسعيدة وكأّنّها تقول لي: انظري السماء تبكي! هل نحن نستمتع ببكاء وسقوط من حولنا؟ أم أننا نسعد لأنّ هذه الدموع تطهرالأرض، وتعانق الأشجار فترويها، فتثمر! هناك من رأيناه يبكي، ويشارك السماء بكائها! ولكلٍ معزوفته مع المطر والسحاب، ويبقى السؤال الحائر مع الضباب؟ لماذا السقوط بداية النجاح؟ وهل كل من تألق تأنق وهو يهوي، حتى يستطيع القيام مرة أخرى! منذ متى جاءت الأمور على هوانا؟ فاتنة حد البذخ لكنها تعيش الحياة وحيدة، بالرغم من أنّها حلم الجميع ، أليس هذا موجود! ذكيٌ وعبقري ومجنهدٌ ومثابر، بالرغم من ذلك كله يعيش الفقر! ألا يوجد مثل هذا؟ متسلطة غيورة غافلة لاهية وبالرغم من ذلك كله أنجبت أبناء بررة! ألم نرى مثل هذا؟ مريضة مصابة ببعض الهذيان وبالرغم من ذلك كله لها زوج يعشقها ؟ أليس ذلك موجود؟ لا يجيد شيء ولا يقوم بعمل أي شيء ورزقه مدرار ؟ ألا نرى أمثال هذا؟ لاتتقن مهارات، ولاتبدع في أي شيء لكنها تتسيد المجالس والكل بها معجب ومبهور؟ وكثيرمن المشاهدات التي نراها ، وماهذا إلا غيض من فيض، ليجعلنا نفكر ونتأمل ، الحياة لا تأتي على هوانا، والأرزاق ليست محكومة بمواهبنا وإبداعاتنا، هي أرزاق قُسمت من بارئ حكيم لطيفٌ وخبير يعلم بسيكولوجية كل نفس وما هو الأصلح لها؟ وما الرزق الذي يرتقي بها ؟ وما الذي يهز جذور عقيدتها لا يبتليها فيه، ولا يحرمها منه ( آلا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) 14 الملك تعيش الوحدة سيؤنسها بقربه ( ففروا إلى الله إني لكم منه نذيرٌ مبين ) آية50/الذاريات، رزقها هنا لذة العبادة والقرب والنور والحكمة ! وقد يكون ابتلاؤها بهذا ليختبر قوة إيمانها، وصدق محبتها له سبحانه، وقد يكون هذا التفريغ الإلهي لحكمة لم تكن لتدركها في زحمة أعباء المسئوليات! يعيش الفقر سيرزقه حسن التدبير، والرضا والتيسير، وتعليم الناس الحكمة وسيهب له محبة الخلائق أجمعين، ولربما لو كان ثري لبغى فرقق قلبه بالفقر ! وربما أذنب فحرم الرزق بسببه فكان الحال المزري له تكفير، وربما كانت فترة تمحيص وبعدها يأتي الخير الكثير! متسلطة غيورة غافلة لاهية وبالرغم من ذلك كله أنجبت أبناء بررة قديكون لها خبيئة حسنة، وقد يكون استدراج من حيث لاتعلم! مبتلاة بمرض أعاضها الله بقلب يحملها لضفة نهر الحياة ، تدبير من رحمن رحيم، يبطل مقاييس البشر ويجعلها عبر! لايجيد شيء ورزقه مدرار ربما أنّ في داخله قلب عظيم يهطل بالخير على من حوله، فوضعه بين يديه لأنّه يعلم أنّه سيرحم من حوله، وربما يكون له اختبارعظيم ! وهبتك المال الوفير وغيرك حرمته ماذا فعلت به؟ لاتتقن مهارات، ولا إبداعات تتسيد المجالس! ربما وفقت لنفحات الكريم فأحبها، وقبلها، ووضع لها القبول، وربما استدراج ليكون تسيدها وقولها شاهدًا عليها! ومن هذا القبيل إملأ الجراب بالكثير، الشاهد في الموضوع ياقارئي الكريم أنّ الأرزاق في البشر مقسمة ليس لها مقياس محدد توصل إليه خبير، لكن الآكد والأكيد أنّها بيد الله يقسمها كيفما شاء، وأنت ليس لك الحكم أو الاعتراض على الأشياء، مايمكنك عمله الإيمان بالقدر والقضاء، والانطلاق في رحاب الحياة، والسعي في مناكبها قال تعالى : (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ) 15/الملك وأنت تسعى وتطلب رزقك هذب نفسك بقوله تعالى (لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ) (88) الحجر على شاشة جوالك يمكنك تحميل تطبيق القرآن، يأتي معه كل التفسير، ركز في بداياتك على تفسير واحد وكل يوم عود نفسك على تفسير ولو آية من منهجك العظيم، الذي وهبه الله لك لسعادتك، وعش بهذه الآية طوال يومك تدبرًا، فكرًا ، عملًا ، حياةً … وانظر لحالك بعد اللقاءات هذه كيف ستصبح؟ وماذا ستحقق؟