على الرغم من صغر مساحة منطقة جازان؛ حيث تعتبر ثاني أصغر منطقة بالمملكة بمساحة 11.671كم² إلا أنها تتميز بكثرة تضاريسها واختلاف مناخها؛ فهي المنطقة الوحيدة في المملكة التي تتميز بوجود جبال وسهول وجزر. وكانت منطقة جازان على موعد مميز في بداية شتائها هذا العام مع طقس ماطر؛ فقد رويت معظم محافظاتها الجبلية والساحلية بعد هطول الأمطار خلال الأيام الماضية مابين خفيفة ومتوسطة إلى غزيرة على مختلف محافظاتها حيث ارتسمت على إثرها صورة فنية جمالية. وما بين جبال وسواحل، ينتهز الأهالي الفرصة للتجول في أنحاء المنطقة، وسط أصوات زخات المطر ومع ما تركته الأمطار من أجواء صافية ورائعة، أما الزوار من خارج المنطقة فيقصدون سواحل تهامة في فصل الشتاء خاصة فلا عوض يغنيهم عن مشاهدة شواطئها المذهلة وبحرها الأخاذ والتنقل بين محافظاتها عبوراً للبحر وطلوعاً للجبل. فحين تزور منطقة جازان، تحتار في تحديد اتجاهك حيث تستهويك أمواج البحر المتلاطمة، لعبورها إلى جزيرة فرسان والمكوث فيها لعدة أيام ممعناً النظر في جمال هذه الجزيرة التي تبعد عن منطقة جازان عشرات الكيلومترات، وإذا كنت من محبي الجبال وهواة التسلق والطبيعة الخضراء؛ فلك مع جبال المنطقة موعد؛ فجبال فيفاء وبلغازي وبني مالك وهروب والريث والعارضة، لها طبيعة ربانية ساحرة وغطاء نباتي يكسو أوديتها ومرتفعاتها المتوشحة بالضباب التي تعلوها الغيوم، عندها تشاهد الشلالات من تلك المرتفعات مروراً بالأودية؛ فتحتبس الأنفاس للحظات لتتأمل روعة وجمال ذلك المشهد.