عقد نادي أبها الأدبي جلسة حوارية عن إصداراته الجديدة في معرض جامعة الملك خالد للكتاب الخامس عشر والتي شملت ثلاثة عناوين أولها رحلة السبعين للدكتور زاهر بن عواض الألمعي و ثانيها بلدة رجال التراثية للباحث محمد حسن غريب فيما كان ثالث هذه الاصدارات كتاب مفردات العمارة في منطقة عسير للدكتور علي مرزوق و أدار الجلسة حسين الزيداني رئيس لجنة الطباع والنشر في نادي أبها الأدبي و الذي قدم في بداية الجلسة تعريفا بكل متحدث مستعرضا تسلسل بداية فكرة إخراج هذه الكتب بعناوينها المختلفة التي تهم كل متابع للتاريخ و الأدب. ثم بدأ د. زاهر بن عواض الألمعي بسرد تجربته في كتابه الجديد مبيناً أنه بدأ في كتابة سيرته الذاتية بكتاب ” رحلة الثلاثين عاماً ” حتى ألح عليه بعض المتابعين في استكمال السيرة الذاتية ، لما بعد الثلاثين عاماً حتى استجاب بلا تردد بعد أن وجد كتابه الأول رواجاً و حضوراً لدى المتابعين، وكثرة تداوله بين السير الذاتية بل جعله البعض مرجعاً في كتابات السيرة الذاتية، مبيناً أن رحلة السبعين عاماً حرص فيها على أن يوثق لما بعد 1400ه بتسلسل للأحداث و سرد تاريخي . عقب ذلك تحدث الباحث محمد حسن غريب حول كتابه ” بلدة رجال الاثرية في رجال ألمع ” مشيراً إلى أنه كان نتيجة بحث وجمع و كتابة استمرت 10 سنين نتج عنها أربع مجلدات بدأ فيها بالحديث عن منطقة عسير ثم رجال ألمع ثم إلى بلدة رجال الأثرية تناول ارضها، وانسانها، ونشأتها، وتاريخها، وتجارتها، وحضارتها وكل شئ فيها من جبال ووديان ونباتات وثعابين وحيوانات، متوسعاً في الحديث عن تاريخها و عادتها وتقاليدها والنظم الاجتماعية واللهجات مدعومة بوثائق بلغت 272 وثيقة استندت عليها ولم ادع شاردة ولا واردة الا ذكرتها، مقدماً شكره للنادي على تحمله تكاليف إصدار هذا الكتاب بمجلداته الأربعة و لرئيس النادي د. أحمد آل مريع و الأدباء ابراهيم طالع و ابراهيم مضواح وحسين الزيداني على مساهمتهم في هذا العمل . بعد ذلك قدم الدكتور علي مرزوق موجزاً عن كتابه ” مفردات العمارة التقليدية بمنطقة عسير” أوضح خلاله أنه قام بجمع للمفردات و توضيح لأهم دلالاتها المحلية، و تأصيلها معجمياً مع صور تسهم في فهم هذه المفردات ومسمياتها، بعد سلسلة زيارات لبعض محافظات منطقة عسير ولقاء الممارسيين والمهتمين بأعمال البناء و الزخرفة بما يعمل على المحافظة على التراث الشفاهي لألفاظ العمارة التقليدية بعسير، كاشفاً عن وجود 12.4% من المفردات لم يجد لها أصلاً في كتب اللغة، مطالباً بإيجاد مراكز متخصصة في كل منطقة تعنى بالتراث الشفاهي مع اصدار مجلة متخصصة تهتم بالفنون الشعبية . عقب ذلك بدأت المداخلات وأعتبر د. محمد العمري أن الدكتور زاهر قد كتب سيرته في الثلاثين في وقت مبكر ربما لم تكن التجربة نضجت و الخبرة تعمقت، كما تسأل عن صحة ضم حرف الراء في أسم رجال و فصلها عن أسم المحافظة الكبير رجال المع، كما انتقد عدم الحصول على أصل لما يقارب 12% من مفردات البناء بعسير . ليوضح الدكتور زاهر الألمعي أنه ليس لديه اختصاص و لا فلسفة في كتابة سيرة الذاتية لكن “عندما يأتي الحدث ادونه في وقته فلما تكون لدي رصيد كما اقترح الأحبة جمعتها في كتب و جاءت تبعا فالسير الذاتية هي سيرة و ليست كالمذكرات التي تتعلق بالأمور السياسية. ” وقال الباحث محمد غريب أسم رجال يعود إلى رجال بن عمر، و أشار الأديب علي الثوابي أن تاريخ رُجال بحسب تاريخ من أسرة الحفظي ان رجال خطت عام الف للهجرة . وبين الدكتور علي مرزوق أن التأصيل لمفردات العمارة بعسير اعتمد فيه على عدد من معاجم اللغة وخاصة ابن منظور لتكون كما ظهرت بأسلوب و منهج علمي، موضحاً أنه من الصعوبة أن يكون الكتاب معجماً لما يتطلبه ذلك من جهد كبير. و بين الشاعر ابراهيم طالع أن إصدارات نادي أبها الأدبي اليوم كونت حالة ثقافية تمثل عمق الأرض بعيداً عن تقليدية نشر الأندية كقصص و شعر وغيرها، و أكد أن كتاب بلدة رجال يعد إنموذجاً لما يمكن عمله لكل قرية في عسير و يعد رائداً في عمله. وفي نهاية الجلسة أكد رئيس نادي أبها الأدبي د. أحمد بن علي آل مريع أن التنوع الثقافي في الإصدارات جاء ليكون مصدر توازن للذائقة الأدبية لما يهم كل قارئ و يتنقل به من فن إلى فن، لتكون هذه الإصدارات تحولاً محبذاً في سياق النشر الأدبي في الأندية الأدبية.