“المجتمع الغربي حريص على إنشاء مواطن صالح ، أما الإسلام فحريص على إنشاء إنسان صالح ” د . إبراهيم الفقي . والفرق – أيها الجميل – أن المواطن الصالح يعمل لفائدة بلده فقط .. أما الإنسان الصالح يعمل لمصلحت دينه وبلاد الله جميعاً ، أينما كان الخير تعلمه وعمل به وأرشد عليه غيره وهو متمثل في حديث النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه ” لا يُؤمِنُ أحدُكم حتى يُحِبَّ لأخيه ما يُحِبُّ لنَفْسِه ” وأنشأت قانون أسميته ” المنطاد ” وهو يدل على العلم ثم العمل ثم النصيحة . أصبحتُ شغوفاً أن أتعلم أكثر عن الانسان الصالح وما هي صفاته .. فوجدت من أعظم النَّاس صلاحاً بعد الأنبياء أبي بكرٍ الصدّيق رضي الله عنه الذي سبق وان تشرفت بالكتابة عن هذا الصحابي الجليل في ” فواصل ٢٧ ” ومن بعده صحابة خير الأنام محمد صلى الله عليه وسلم .. ومن هذا العصر الجميل والزمن المليء بالتحديات من أجملهم وأقواهم د . عبد الرحمن السميط – رحمه الله – الذي ضحى بماله وجهده وعمره لأن يكون من ضمن هذه القافلة المليئة من أُناس صالحين أحبوا الخير للجميع وحملوا راية السلام التي هي عنوان دينهم .. وهناك الكثير أعجز عن عدهم .. وَيَا صاحبي الحبيب وجدتُّ صفات هؤلاء الناس موصوفة بوصف دقيق وجميل ، يُريح الأذن عند سماعها واللسان عند قراءتها فتبارك الله الذي علمنا ما جهلنا فأسماهم الله سبحانه ” عباد الرحمن ” وهل هناك أجمل من هذا الإسم والمعنى !؟ دعنا نتعلمها يا صاحبي سويتاً ونحاول ان نعمل بها ثم نرشد عليها غيرنا من أهلنا وأصحابنا .. { وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ( 63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ ۖ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66) وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا (67) وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (70) وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (71) وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72) وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (73) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74) أُولَٰئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (75) خَالِدِينَ فِيهَا ۚ حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (76) قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ ۖ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا (77) سورة الفرقان. صرير قلم : الإسلام علّمنا على أن نكون أُناساً صالحين ، أما هم أرادوا لنا غير ذلك .. والإنسان حكيم نفسه .