بقلم | عبدالله غانم القحطاني أعظم الله اجركم وأحسن عزاءكم اخينا الكريم سعيد بن علي بن دخيل الله وجعل ما اصابكم علواً في درجاتكم. وما أصعب هذ الأمر عليكم وعلى كل الأسرة وعلينا وعلى زملاء سلمان. ولكن هذا قضاء الله وقدره.
الجميع يعزونكم ويدعون لكم في مصابكم الجلل الذي آلمكم وآلمنا. ونعزي أنفسنا جميعاً فقد افتقدنا أحد شباب بلادنا -رحمه الله رحمةً واسعة- ونسأله أن يجمعكم ووالدته به في جنات النعيم. وكم يؤلمنا ان نفقد اي شاب من ابناءنا لأي سبب كان.
وفي الظروف الحالكة والمواقف الصعبة يهب الله تعالى من يشاء من عباده صبراً جميلاً. وحلماً واسعاً. ورباطة جأش قليل من يتحلى بها. وحين تقع المصائب فالصبر رحمة من الله. فكيف اذا رافق الصبر حكمة وثبات واعتصام بحبله المتين.
ومن استعان بالله واعتصم به مكنه تعالى من هزيمة الشيطان ومن طرده في ساعة تحتار فيها العقول وتضعف فيها القوى وتنهار العزائم.
إنه الله الصبور الذي أعانك اخينا سعيد وسددك والهمك الصواب. نعم هو الله لا غيره الذي رزقك رشد الصادقين وحكمة الصالحين. وهذا ليس بغريب على المؤمن الصادق المحتسب. ونسأل الله ان يجعلك وعائلتك من الصابرين المحتسبين لوجهه الكريم.
سبحانك إلاهنا ما الطفك بعبدك المكلوم وهو في لحظات الصدمة والفزع التي يتوقف فيها التفكير ويحتار العقل، فألهمته سبحانك ومكنته من هزيمة عدوك وعدو الإنسان. وأمرته تباركت وتعاليت في لحظات الألم والضيق والحزن من أن يختار رضاك لا رضى سواك. وأن يستجيب لقولك “ومن عفى وأصلح فأجره على الله” الآيه.
شكر الله لك ولعائلتك وتقبل طاعاتكم وعملكم النبيل. لقد عظّمت بتوفيق الله شهره الكريم. شهر الرحمة والغفران وليلة القدر والعتق من النار شهر الصيام. فاللهم برحمتك اعتق عبدك سعيد آل دخيل الله وعائلته ووالديهم من النار فقد اختاروا طريقك. وقصدوك لا سواك. وعفوا وصفحوا بلا تردد لوجهك الكريم وليس لوجوه تجار الأزمات والحوادث والمزايدات.
لقد جرت الأقدار سابقاً بمثل هذا الحادث الأليم، فنسي آهل الميت فقيدهم وانصرفوا الى غير الله. بل ذهبوا مع الشياطين وآراءهم واحكامهم وشرورهم وتخريبهم تمهيداً لحكم الجاهلية وتجمعاتها وملايينها وفسادها المكشوف والمغطى.
غفرالله لرجل قدَّس حدود الله واحتسب طلباً لرضاه وسعى لوأد الفتنة في مهدها منذ أول لحظاتها. ولم يسمح لسُعاة الفساد ووسطاء التأزيم والتأجيج من الوصول الى مبتغاهم. فالحمدلله. هكذا نحسبه ولا نزكي على الله احدا٬ فهو تعالى محيط بنا جميعاً ونحن أضعف مخلوقاته. أحسن الله عزاءكم. والجميع يدعون لكم بالخير.