بقلم | بدر بن دوح ماقام في الكون حضارة إلا كان المعلم شرارتها ونقطة بدايتها ، ولنا في معلم البشرية الأول محمد صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة ومثلٌ أعلى ، لذلك فالمعلم نبراس الحياة وسراجها المنير ، وقائدها في صناعة التغيير . وذلك حينما يعشق مهنته ويجزل عطاءه ، ويكون الإخلاص شارته فسيزرع في قلوب طلابه بذل الخير وطلب العلم والمعرفة ، وسيكون وبلا شك قدوةً حسنة لهم . لابد أن يعي المعلم أنه ذو تأثيرٍ إلى أبعاد قد لايعيها عقل الإنسان ، فتأثيره متواتر ومتناثر في أرجاء كل روح يلتقي بها في مسيرته ، وحينما يدرك المعلم ذلك البعد العميق سيصنع جيلاً مختلفاً ومميزاً ومتفرداً وذلك مانسعى إليه من خلال هذه العبارات . وفي الجانب الآخر يجب أن يتم التعامل مع المعلمين على كافة الأصعدة بكامل الإحترام والتقدير والعرفان ومنحهم جميع الصلاحيات اللازمة لآداء مهامهم بنجاح وذلك لن يحصل إلا بعودة هيبتهم وإقتدارهم ، ويجب أن نعيد لهم كل وهجهم وألقهم بخلق جو تعليمي خالي من الأنظمة المعقدة والتعسفية . ففي ألمانيا هم الأعلى دخلاً والأعظم مكانةً ، وعندما طالب المهندسون والقضاة والأطباء بالمساواة معهم ردت عليهم المستشارة الألمانية ميركل” كيف أساويكم بمن علموكم ؟! ويبدو أن عصورنا المتأخرة أجحفت كثيراً في حق أباء العلوم والفنون والتخصصات والمهن كلها وقدمت أشياء أخرى وأنزلتهم غير منزلتهم المستحقة . لم ندرك للأسف أنهم سبيل التنمية وبناء الغد المشرق ، فغازي القصيبي أحد أفضل وزراء هذه الدولة الفتية يقول :- “الطريق إلى التنمية أولاً بالتعليم ، وثانياً بالتعليم ، وثالثاً بالتعليم ، بإختصار التعليم هو الكلمة الأولى والأخيرة في ملحمة التنمية “. إن المعلم وحسب منظوري البسيط وتأكيداً إلى ماجنح له الشاعر الكبير شوقي “رسول” بكل ماتحمله هذه الكلمة من وصف فهو السبب الرئيس في تنمية الإنسان وبناء المكان وفي الختام :- قُمْ للمعلّمِ وَفِّهِ التبجيلا ….. كادَ المعلّمُ أنْ يَكُونَ رَسُولا