بقلم | أسماء الجرباء الزواج هو عبارة عن رباطٍ معقودٍ بأحكام في جميع الأديان والمذاهب برباط عظيم، وهو يجمع بين الذكر والأنثى روحياً وقلبياً قبل كل شيء ، وتصبح المرأة ستراَ للرجل والرجل كذلك للمرأة ويربط العائلتين برباطٍ نَسبيٍ واجتماعي، ولأستمرار الحياة بين الزوجين وجب عليهما الامتناع عن بعض الامور والاستجابة لأمور أخرى. أثناء فترة الخطوبة تجتمع الصديقات والقريبات لدى المخطوبة للنصح والإرشاد وكل واحدة منهن تدلي بدلوها على الرغم من أن لكل واحدة طريقة حياتها الزوجية التي تختلف عن الأخرى والمخطوبة بدورها تقوم بالإنصات وبالتالي تضيع بين كلامهن، فلو أنها تفكر قليلا لوجدت أنها غير ملزمة بأخذ كلامهن؛ لأن شخصيتها تختلف عن شخصية كل واحدة منهن من حيث الأسلوب والتفكير والاهتمامات وثانيا الرجل الذي اختارته مختلفا عن أزواجهن . وعليه فإنها بهذا الموقف عليها باللجوء إلى القرآن الكريم أولا؛ أي لأنها تستقيم بنصائح رب البشر وعليها أن تطبق كلام الله عز وجل حرفيا وثانياً عليها الإلتجاء لوالدتها ؛ لأنها لن تجد امرأة بهذه الدنيا تهتم بأمرها سوى والدتها ولكن لا يجب عليها أخذ كلامها بشكلٍ حرفي؛ والسبب أن والدتها سترشدها على حسب خبرتها وما عاشته مع والدها فربما تنصحها مثلا بأن تطهو البيض يوميا مع الفطور وزوجها لا يحب البيض بل يحب الأجبان أو تنصحها بلبس اللباس القصير أو الغير ساتر في منزل زوجها وهو يفضل اللبس المحتشم حتى وإن كان بالمنزل وما إلى ذلك من الأمور، وبالنهاية الأم تبقى بشر تخطئ وتصيب . أما بالنسبة للرجل عليه أيضأ مثل ما عليها من البحث عن الأمور التي تؤدي إلى ثبات وإسعاد حياته الزوجية مستقبلاً عن طريق التطبيق من المركز التثقيفي الأول وهو القرآن الكريم وربما بعض من سير الصحابة ويراعي من تلك السير الإختلافات الزمانية والمكانية وطريقة التفكير والاهتمامات للمرأة. لا الرجل يعرف ماهيَ طبيعة زوجته المستقبلية لكن عليه أن يخطو نحو احترامها وتقديرها وإعطائها حقوقها الشرعية ومراعاة مشاعرها التي سرعان ما تنكسر . لدى بعض الأمهات و الآباء نصائح تؤدي إلى تجويف أو اختلال لحياة ابنهم المقبل على الزواج حيث ينصحونه أن يستخدم الشدة مع زوجته لتخاف منه ويكون هو الرجل الحقيقي والمسيطر أو أن يضرب زوجته ليلة الزفاف حتى تخاف منه وتحسبَ له ألف حساب، أو أن يفتش أغراضها لأن بعض من أقاربها نصحوهم وأخبروهم عن العروس بأخبار لا تسر وهذه النصائح إنما هي مهلكة وليست ببنّائه . أنتَ قررتَ بأن تتزوج لماذا؟ هل لكي تطبق ما يملي عليك، أم أنكَ حر وتستطيع تخطيط حياتك ؟ أنتَ إنسان مُخيَّر ولستَ مسيَّر وترغب بالزواج لتكوين عائلة محترمة، وتبني لكَ كياناً مستقلا تكون فيه الأب والزوج والمربي الناجح وتعلم أبنائك التعليم القويم ، وتحافظ على كرامتك عن طريق احترامك لزوجتكَ التي هي سترك وأنتَ ستراً لها لقوله تعالى : ( هنَّ لباسٌ لكم وأنتم لباسٌ لهنْ ) . والزوجة الصالحة كَباب البيت فإذا انتُزع هذا الباب عرف الناس ما بداخل البيت وأما الرجل هو عماد البيت فإن كان الأب سفيها أو ضعيفا أو ظالما سينهار البيت . وقد وصف الله سبحانه وتعالى أيضأ المرأة بالسكن لقوله : (هو الذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ وجعل منها زوجها ليسكن إليها ) فلا يجد الرجل الراحة والسكينة والطمأنينة إلا لدى المرأة وهي كذلك حيث يرمي بثقل همومه وتعبه عليها وهي بدورها تتقبل هذا الثقل لحبها له . لا أرى الحياة الزوجية متعبة أو شاقة أو قاسية و ثقيلة ،بل بالعكس أنها حياة تدعوا إلى استكمال حياة العزوبية لكنها تحتاج إلى اختيار الشريك المناسب وربما هذه هي الخطوة الصعبة التي ستُبنى عليها الحياة الزوجية القادمة. يجب أن تكون الحياة فيها الكثير من التنازلات من الطرفين وأحيانا الخضوع لنظام معين وربما تغيير للأفضل في طريقة التفكير والإعتقادات والاهتمامات والالتزامات الخروج من محور ( الأنا ) التي تسيطر على الرجال أكثر من النساء ودائما على المرأة و الرجل أن يفكروا ويحدثوا أنفُسهم قبل الزواج لماذا اتزوج؟ فلا يوجد رجل مثالي ولا إمرأة مثالية .