الحياة مدرسة مهما تعلمنا من العلوم .. وحصلنا على أعلى الشهادات.. نظلّ جاهلين في علم الشخصية!! هل المبالغة في العطاء خطأ؟ هل الطيبة و حسن الظن عيب؟ هل الصمت في المواقف المزعجة ضعف؟ هل التغاضي والتغافل سذاجة؟ هل الصدق والوضوح حماقة؟ مادامت تلك طباعك التي جبلك الله عليها!! تؤمن بالاختلاف الصحي الطبيعي.. لكن لا تؤمن بالنفاق والتصنع .. لا تؤمن بالكذب والتحايل .. تكره الاستجداء .. لا تجيد الاستعطاف والمراوغة والفضول.. لا تؤمن بالتملق والتزلف والاستعلاء. اكتفينا من الأشخاص على هيئة دروس .. نحتاج أشخاصًا على هيئة حياة.. أشخاصًا قلوبهم نظيفة وأرواحهم طاهرة.. لا تعرف الخبث ولا المكر .. نفوس تحب الخير للآخرين كما تحبه لذواتها.. إنْ اختلفتَ معها لم تظلمك وإنْ أحبّتك أكرمتك.. نحتاج أشخاصًا على هيئة حياة.. تمنحنا الشعور بقيمتنا بوجودنا.. تتقبل اختلافنا وتحترم فكرنا.. نحتاج الى أشخاص على هيئة حياة.. فكما للحياة أوكسجين نتنفسه لنعيش.. فكذلك الأشخاص الرائعون .. هم أوكسجين على هيئة حياة.. فجمال أرواحهم أوكسجين يعبر إلى رئتينا .. فيزيل سمومها وينقيها وينعش الحياة فيها.. يجعلون للحياة معني وللأيام قيمة .. اجتماعهم أنسٌ وقربهم سعادة .. حديثهم لا يمل وغيابهم لا يطاق .. فالنفوس تألف البسيط الهين اللين .. وتنفر من الصعب المعسِّر والمنفِّر.. أشخاص إذا فتحنا لهم حدائق قلوبنا جعلوها بهجةً ذات ألوان .. إذا دخلوا إلى حياتنا زادوها بريقاً ولمعانا.. يتألمون لألمنا يهتمون بنا يشغلون حيّزًا من حياتنا.. أماكنهم لا يشغلها أحد وبعدهم لا يملأهُ أحد سواهم.. وجودهم سرورٌ وسعادة ..إنْ غبنا افتقدونا .. وإن حضرنا أسعدونا .. نجد جمال الحياة معهم .. نحتاج أشخاصًا على هيئة حياة.. أشخاصًا قلوبهم كقلوب الأمهات .. يجتمع فيها الحنان والأمان والحب والعطف والشفقة .. لأن قلب الأم قلب لا يشابهه قلب .. يفتقدنا إنْ غبنا .. ويفرح إنْ حضرنا.. يعذرنا إنْ قصرنا.. ويسامحنا إنْ أخطأنا.. قلب أبيض .. يحملُ النقاء والصفاء .. طاهرٌ كطهر الملائكة.. صافٍ كصفاء الماء.. نحتاج الى أشخاص على هيئة حياة.. كما قال (جبران خليل جبران): ” لم أجد في الحياة سوى قضيتين أوليتين هما الجمال والحق.. أما الجمال ففي قلوب المحبين.. وأما الحق ففي سواعد العمال..”