أثار حدث تضمين اليونسكو “للقط” العسيري ضمن التراث العالمي آراء عدد من المثقفين والشعراء الذين أكدوا أن ذلك إنجاز وطني وثقافي نفتخر به كما أنه حدث عزز حضورنا الحياتي والثقافي بصورة عالمية. وقال الشاعر والأكاديمي والكاتب الصحفي د. أحمد التيهاني “أنه لم يكن ” القط العسيري”يشكل ثقافة بصرية بيئية فحسب ،ولكنه بوح إنساني وتعبير عفوي،واستجابة متألقة لحياة شعب ،وطبيعة تفكيره، ومزاجه الخاص الحي والمتناغم، مع مساحات جغرافيته الملهمة،وحياتها المفاهيمية المنفتحة،المؤدية لوظيفتها الجمالية والتذوقية،ومتعة المهارة وشحذ الخيال الجمعي وعوالمه المعرفية وقيمه الفنية المركبة ، التي تظهر في المساكن التقليدية وجدران المعمار الداخلي ونسيج العمارة العسيرية . وأضاف “النقش والزخرفة بالألوان داخل المنزل وفي الساحات العامة وفن “القط العسيري” الذي اشتهرت به منطقة عسير منذ عقد من الزمن ارتبط هذا الفن بحياة المنطقة الاجتماعية والفنية . ومن جانبه بين الشاعر والإعلامي أحمد عسيري أن المرأة نهضت بذلك الدور الفطري التلقائي المتعاظم لتصنع ذلك المنتج التطبيقي والزخرفي و التشكيلي المتعاضد مع الفلسفة المعمارية وأصولها المبتكرة، صنعته من خلال خيال رحب وتأمل عميق وابتكار شغوف ومتحرر ، وأبدعت في تحويله إلى فن يحاكي الفنون التجريدية بمختلف مكوناتها فالمرأة الجنوبية جعلته فناً عالمياً بنظرتها الجمالية للحياة الريفية التي تعيشها ، وحولت مكونات الطبيعة إلى ألوان تغطي مساحات جدارية أبدعت في نقشها منذ القدم ،بطريقه سلسة وحدس إبداعي،مما أهلها لتفرض عبقريتها ليكون إنجازا عالمياً سعودياً،من خلال حضوره الدولي في أروقة منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو ” وإدراجه ضمن الفنون العالمية كتراث غير مادي،وليحتفظ بمكانه ومكانته في الذاكرة الحية ،كجذر تاريخي يؤكد الوجود والتفرد والأصالة لهذا الشعب،مما يعزز حضورنا الحياتي والثقافي ،ويجسد ما يتمتع به مجتمعنا المحلي من حس إبداعي ،وما يختزنه من مدونات يندر وجودها على المستوى الإقليمي والعالمي. وأضاف “من هنا علينا السعي لصون هذا التراث والحفاظ عليه من المهددات والتحديات،وترميم ما انحسر منه ،وإشاعة قيمته ،من خلال منهجية إجرائية تكفل الحفاظ عليه،ورعايته من تقلبات العصور وجبروت الحضارة المعاصرة .