بقلم | فاطمة الجباري الأنسان يتعرض لمواقف أحياناً تحدث شرخاً في علاقاته مع الآخرين فتتسع دائرة الخلاف وتكبر رقعته ويزداد النفور والفتور يوماً بعد يوم، وعاماً بعد عام. قد يكون لأسباب تافهة جداً ولا تعد خلافاً بقدر ماهي اختلافاً في وجهات النظر او سوء فهم أو تراكمات لمواقف سابقة ولدت شراره أدت للانفجار في ساعة غضب . ولو علم كلاً منا أن الاختلاف أمراً صحي وأن التعامل مع المواقف يحتاج للحكمة والصبر وبعد النظر فليس القوة بالصرعه كما اخبرنا رسولنا الكريم فقد جاء من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((ليس الشديد بالصُّرَعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب))([1]) متفق عليه. هذه أخلاق نبينا الكريم وهو قدوتنا وهذا هو ديننا العظيم منهجاً وسلوكاً مجادلة السفيه اهداراً للكرامة وتركه سمو ورفعه. من منا لايغضب من منا لايجد مايكدر عليه صفو يومه اما بكلمة او تعليق او نظره او اشارة لكن الترفع عن فقراء الأدب أدب ومجارتهم سفه وندامه. خسرنا الكثير من علاقاتنا الجميلة بموقف اختلاف فقدنا فيه الحكمة وسيطر الشيطان على عقولنا واوهمنا أننا اقوياء حين نحارب ونعادي ونقطع ونهجر من كانوا يوماً من الأيام أعزاء بنا ونحن سعداء بهم. رحم الله من غفر زله من أجل دوام ود ،وتجاوز حظوظ نفسه من أجل استمرار الأخوة اوالقرابة او الصداقة او الزماله. ما أجمل خلق نبينا محمد عليه الصلاة والسلام في مواقف الانتقام يقول لمن أذوه وطردوه وعادوه (أذهبوا فأنتم الطلقاء) البعض يرى أن الانتقام قوة وماعلم أن القوة في الحلم والصبر. والبعض يرى أن الاعتذار ضعف وماعلم أنه قوة يراد به دوام ود ونبذ فرقه. أعتذر لك تعني أنا آسف لأني أخطأت في حقك .. أعتذر لك تعني أني لااريد أن أخسرك.. أعتذر لك تعني أني باقاً على ودك.. أعتذر لك تعني أني مازلت أحبك.. اعتذر لك تعني أني أحترمك.. أعتذر لك تعني أنك تشغل حيزاً من تفكيري .. أعتذر لك تعني أنك لم تحتل جزاءً من دائرة أهتمامي.. أعتذر لك تعني أنك تعني لي شيئاً.. رسالة أعتذار وقبلة ود ودمعة حب تكفي لتعيد الود والحب والصفاء الى تلك القلوب التي أحببناها وفي لحظة غضب ألمناها.. وعذرته لما تساقط دمعهُ ونسيت أياماً بها أبكاني وأخذته في الحضن أهمس راجياً جمرات دمعك أيقظت نيراني أتريد قتلي مرتين ألا كفى فامنع دموعك واحترم أحزاني لا صبر لي وأنا أراك محطماً يا من يجرح دمعه أجفاني أعتذر لكم أحبابي قد أكون جرحتكم او ألمتكم او ابكيتكم أو أخطأت بحقكم أو عبست بوجهكم أو قصرت بحقكم أو تجاهلت وجودكم أو تناسيت ودكم أو أسأت الظن بكم أو أختلفت معكم أو رفعت صوتي عليكم أو ظلمتكم أو أخلفت وعودكم . بقلم/ فاطمة الجباري