بدأت جمعية الكشافة العربية السعودية تقديم خدماتها للمعتمرين والزوار بالمسجد الحرام بالتعاون مع بعض الجهات المعنية من خلال المعسكر الكشفي الرمضاني الذي انطلقت فعالياته منذ مطلع شهر رمضان الحالي بتسخير أكثر من 1000 كشاف من جميع قطاعات الجمعية يعملون وفق فترات منظمة طيلة ليالي الشهر. وسجل عناصر الكشافة خلال تقديم تلك الخدمة في الايام الثلاثة الماضية مواقف بطولية وإنسانية تتجدد كل عام تؤكد حرص الشباب السعودي على خدمة الآخرين ، وحبهم للعمل التطوعي ، وأنهم نموذج لأبناء وطنهم الذين يعتزون بخدمة الحرمين الشريفين والقادمين اليها . فلا يكاد المعتمر أو الزائر يلتفت يمنة أو يسرة في أروقة وساحات الحرم المكي حتى تقع عينيه على كشاف يقابله بابتسامة مرحباً بخدمته بإرشاد أو دفع عربة ، او حمل طفل ، أو علاج ، أو اية مساعدة يطلبها منه ، مؤكدين من خلال تلك المواقف انهم رسل السلام في مملكة الانسانية عطائهم لاينضب في مسيرة العمل الانساني ، وأنهم مثال حي لشباب الوطن في الانسانية التي جاءت كأحد خصائص الاسلام الكبرى التي تشغل حيزاً كبيراً في منطلقاته النظرية وفي تطبيقاته العملية ، ومن أن الانسانية في الاسلام ليست مجرد أمنية شاعرية تهفو اليها النفوس ، وليست فكرة مثالية تتخيلها الرؤوس ، وليست حبراً على ورق تسطره الاقلام ، بل تحقيق وتأكيد لما كان يقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم في دبر كل صلاة ( أنا شهيد أن العباد كلهم أخوة ) .