بقلم | فاطمة الجباري يعاني الكثير من البنات في المجتمع السعودي على وجه الخصوص وفي المجتمع العربي على وجه العموم من التفرقة في المعاملة بين الذكور والاناث. مع أن ديننا كرم المرأة ومنحها حقوقها سوءً كانت أماً او أختاً او زوجةً او بنتاً لكن يظل المجتمع يقبع تحت عادات وتقاليد ومفاهيم خاطئة وفيها شيء من الانتقاص للمرأة وهدر لكرامتها تجلت في صور واشكال متعددة تحت مسميات مختلفة واتفق الاغلبية أنه رجل وانت امرأة اذا هو الأفضل مهما كنت ومهما فعلت ومهما قدمت ومهما بلغت من العمر حتى لو تجاوزت الخمسين وهو ابن 15 عام ثقافة مجتمع مغلوطة ظلمت البنت واعطت لإخيها احقية التلاعب بمشاعرها وعواطفها وقهرها والتطاول عليها وظلمها بصور واشكال متعددة والسبب في ذلك تربية خاطئة وجهل عشش في عقول بعض الاباء والامهات بأن الابن وابنائه يحملون اسم العائلة وأنه اكثر نفعاً لوالديه وأنه هو المتكفل بهم وبقضاء حوائجهم وأن وأن الخ. منحوه لقباً والبسوه وشاحاً وتوجوه تاجاً ووصفوه ونعتوه مع أن وللأسف الشديد ليس كل من يحمل لقب أبن هو أبن في الحقيقة. لقد سمعت من القصص ورأيت الكثير من الأسر الأبن ينام ويسهر والبنت تعمل ثم تضع اخر الشهر مرتبها في يده لأنه اخوها الذكر هذا كل شيء . سمعت أخوات يشتكون من التفرقة الواضحة في المعاملة بين ابنائهم وابناء اخوانهم تلميحاً وتصريحاً هذولا عيالنا وهذولا عيال الناس. البنت تأتي تحمل لوالديها من المال والطعام والشراب وتقضي حوائجهم وتساهم في اسعادهم بما تستطيع ثم لا تسمع منهم كلمة تطيب خطرها بل تسمع والدتها تثني على اخوها امامها بأنه اعطاها كذا وكذا. البنت تنجح وتتفوق ولا أحد يذكرها من اخوتها بكلمة تطيب خاطرها ثم اذا حدثت مناسبة لدى احد الاخوة يجب على البنت ان تبادر وتشتري هدية وتشارك وتساهم وهي تضحك لأنها بنت ليس لديها شعوراو أحساس. يأتي الاخ من بيته يجب أن تستعد البنت لخدمته وتقدم له ما لذ وطاب وكأنه ضيف وليس فرد من افراد البيت بل ويتعدى ذلك الى الايذاء النفسي للبنت المسكينة احترمي اخوك وزوجته وقدمي لهم الضيافة اطبخي ما لذ وطاب لان زوجته تحب اكل ذاك وهو يحب اكل ذلك .. البنت لها احتياجاتها الخاصة لا أحد يهتم بذلك من اخوتها لا تخرجين الا بأذنه وهو دائما مشغول بتلبية مطالب زوجته وابنائه لا يكلف نفسه أن يفرغ نفسه في الشهر يوم لهذي الاخت المسكينة لأنه يرى أنها لا تحتاج الى شيء. البنت تحتاج للمال وخصوصاً اذا لم تكن موظفة لا احد يلتفت اليها ويكرمها ولو بالقليل من المال لأنها بنت ماذا تحتاج ؟ولماذا تخرج ؟ولماذا تشتري؟ صنفت لدى بعض الاخوة ليست من ذوات الارواح بل جماد لا تشعر ولا تحس. البنت يجب عليها الخدمة وتلبية احتياجات الام والاب والاخوة دون اعتراض او حتى تذمر والا اصبحت في القائمة السوداء لديهم ولدى وزوجاتهم ووالديها وصنفت من قليلات الأدب. والبعض يرى أن الوظيفة لا تصلح للبنت والمال يخربها فيحرمها الوظيفة وليته ينفق عليها او يسألها عن حاجاتها. لا بل من ضمن ما سمعته أن بعض المناطق تحرم المرأة من الميراث الذي اعطاها الله شرعا ودينا لأنها امرأة عليها أن تعطي اخاها على حد قول الراوية عيب تأخذ الآرث والسبب والعلة هذا اخوها اولى به اما هي تأخذه لتعطي زوجها وابنائها. بعض الأخوة حرم اخته من الزواج لأنه يريدها خادمة له ولزوجته وابنائه فعاشت حياة البئس والهوان وهي حية ترزق ترى صويحبتها وقد تزوجن ورزقنا الذرية وهي تقبع تحت اخاً سليط لم يراعي حق الله فيها. والبعض التي لم يكتب الله لهن الزواج تسمع من الكلمات الجارحة والعبارات اللاذعة ما تقتلها كل يوم وتذهب كرامتها وتشعرها بالدونية والانتقاص بل ان البعض يقارن بين اخته وزوجته ويقول لها أنت تغارين من زوجتي لأنها تزوجت وانت عانس!! وبعض الاخوات تعيش في بيت زوج مهانة مذلولة مهدرة الكرامة يضربها ويهينها ويقتر عليها ويكلفها بما لا تطيق واذا جاءت اخاها شاكية باكية لا ينصفها ولا يقف موقف رجل خوفاً أن تتطلق وتعيش عنده وترفض زوجته أثرسعادته مقابل شقائها. القصص والاحداث كثيرة ومتشعبه واغلبها متشابهة لكن مما يندى له الجبين أننا نقرأ القرآن ونردد الاحاديث لكن لم نطبقها ونعمل بها .. سيطرت على ديننا عادات وتقاليد ما أنزل الله بها من سلطان أساس التربية الوالدين اذا اقاموا العدل والمساواة بين الذكور والإناث وفق ضوابط الشرع والقيم الدينية السامية ونبذوا الفرقة والاختلاف الفرد ابن بيئته يستقي منها مايرى ويسمع ويتعلم ، يجب على الأسرة أن تقيم الحدود وتربي ابنائها وبناتها على معاني الاخوة الصادقة على الاحترام على التراحم، يرحم القوي الضعيف حتى تسود الألفة والمحبة والمودة حتى ينعم الوالدين ويسعدان ويجنيان ثمار تلك التربية في حياتهم وبعد مماتهم، والى سيكون الطريق ممهد مستقبلا للنفرة والقطيعة وعدم التألف، التربية تحتاج الى فن وضبط للعواطف وحزم حتى يستقيم العود ويتحقق المنشود. لقد كانت المرأة قبل الإسلام مهضومة الحقوق مسلوبة الإرادة مغلوبة على أمرها، متدنية في مكانتها، بل انتهى بها الأمر إلى وأدها في مهدها، في الجاهلية التي سبقت بعثة النبي صلى الله عليه وسلم. ثم جاءت شريعة الإسلام فأعادت لها مكانتها، ورفعت الظلم عنها، وأوصت بحفظ حقوقها وإعلاء شأنها، بل جعلتها شقيقة الرجل في جميع الأحكام الشرعية، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ النِّسَاءَ شَقَائِقُ الرِّجَالِ) رواه أحمد والترمذي. وفوق ذلك كله أوصى النبي صلى الله عليه وسلم وصية خاصة بها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (استوصوا بالنساء، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء) متفق عليه، وفي لفظ مسلم: (استوصوا بالنساء خيرا). واخيرا ديننا عظيم لو طبقناه. بقلم / فاطمة الجباري