ألتقى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور خالد بن علي الغامدي ضيوف المجموعة الثامنة من برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للعمرة للعام الجاري 1438ه، بمقر إقامتهم الحالية بفندق الماريوت بمكةالمكرمة، حيث أستهل فضيلته اللقاء بقراءة آيات من الذكر الحكيم ،تلا ذلك ألقى فضيلته كلمته أستهلها بحمد الله تعالى وشكره على نعمه التي لاتعد ولا تحصى، مبيناً أن من أعظمها نعمة الاجتماع والمحبة والألفة، والتي تُعد من أعظم النعم والمنن التي يمن الله بها على عباده حيث يقول سبحانه وتعالى : {وما بكم من نعمة فمن الله}. وأكد فضيلته أن الاتحاد والاجتماع وعدم التفرق والاعتصام بحبل الله المتين الذي جاء به الرسول الكريم من أكبر النعم التي ينعم الله بها على عباده ،محذراً بالوقت ذاته من التفرق النزاع والشقاق والاختلاف والقتال، مستشهداً بالنصوص الشرعية من الكتاب والسنة. وأستطرد يقول : لما بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم جمع الله به القلوب وتآلفت النفوس والأرواح سواءً كان في مكة أو في المدينة وقد ظهر أكثر ذلك في المدينة لما هاجر إليها النبي صلى الله عليه وسلم وألف بين قلوب المهاجرين والأنصار وضُربت هناك في المدينة أروع الأمثلة، نماذج حقيقة لما نقرأها أو نتأملها قد نقول أنها من الخيال في الألفة والمحبة التي حصلت بين الصحابة رضي الله عنهم في المدينة النبوية المنورة لدرجة أنه من كثرت الألفة والمحبة التي حصلت بفضل الله ثم بهذا الدين وهذا النبي الخاتم الذي أرسله الله عز وجل أن الأنصاري يأتي إلى المهاجر ويقول إن لي زوجتين فأختر أحد هاتين الزوجتين، ويأتي الآخر ويقول إن لي هذا المال وهذا البستان فتعال أقسمه بيني وبينك نصفين، نماذج وصور للتآلف والمحبة رسخها النبي الكريم في ذلك المجتمع الطاهر. وشدد فضيلته على أن من أعظم المقاصد التي بُعث بها النبي صلى الله عليه وسلم هي إزالة كل الضغائن والحزازات والعنصريات والعصبيات وأن لا يجتمع المسلمون إلا على كلمة التوحيد، لذلك ماذا حصل في المدينة ! اجتمعت القلوب على هذا الدين وعلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فكونوا دولة وقوة واستطاعوا في أقل من ثلاثين سنة تكوين دولة قوية تحكم مشارق الأرض ومغاربها، بسبب تآلفهم واجتماع كلمتهم وتوحد صفهم. وقال فضيلته نحن في هذه الأزمنة المتأخرة نعيش مرحلة من الضعف والانهزامية وتسلط الأعداء علينا من كل مكان، وكل إنسان منا يشاهد هذا ويلاحظه في كل بلاد المسلمين والسبب هو التفرق والاختلاف، ولن يعود لأمة الإسلام مجدهم وعزهم إلا باجتماع كلمتهم واتحاد صفهم، وأن لا يكون بين المسلمين من العدوات والتناحر والتنازع والتفرغ ما يجعلهم لقمة سائغة لإعدائهم ،مختتماً حديثه بسؤال الله أن يجمع كلمة المسلمين على الخير والهدى وأن يؤلف بين قلوبهم وأن يديم الأمن والأمان على بلاد المسلمين . ورفع فضيلته الشكر والتقدير لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله على جهوده المباركة والجليلة والمتواصلة لخدمة المسلمين جميعاً بدون استثناء ونصرة قضاياهم والسهر على راحتهم وخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما والتفاني في ذلك، مشيراً إلى أن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين صورة مشرقة من فيض جوده وكريم عطائه ،مبيناً أنه من البرامج النوعية التي تأتي في إطار جمع كلمة المسلمين وتوحيد صفهم . كما أزجي فضيلته شكره وتقديره لمعالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ المشرف العام على البرنامج ،على جهوده المباركة لخدمة الإسلام والمسلمين وطلاب العلم والدعوة ،وإشرافه المباشر على فعاليات برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للعمرة والحج والذي أضحى منارة خير وهدى وحلقة تواصل بين النخب من العلماء والدعاة والمؤثرين في العالم الإسلامي . وفي ختام اللقاء صافح فضيلة إمام الحرم المكي الضيوف، الذين حرصوا على التقاط الصور التذكارية مع فضيلته، كما سلّم الأمين العام لبرنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة الشيخ عبدالله بن مدلج المدلج، فضيلة إمام الحرم المكي درعاً تذكارية بهذه المناسبة.