بقلم | سارة التويمي عنتر بن شداد البطل المشهور والشاعر سأله أحدهم كيف تصمد أمام اعدائك فقال : ضع اصبعك في فمي و سأضع اصبعي في فمك وعضني و اعضك ومن يصرخ أولا هو المهزوم . فبدأ البعض هذا يعض و هذا يعض بشدة فصرخ الرجل فتركه فقال الرجل : لم أفهم فرد : لو لم تصرخ أنت لصرخت أنا ؛ ولكن هذه اللحظة الفارقة هي التي جعلتني اصبر فانتصرت .وهذا ينطبق على كثير من الناس في مسألة وصولهم لأهدافهم فقدانهم للإرادة ..الإرادة القائمة في أساسها على الصبر و التصبر . يقول الله تعالى :” اصبروا و صابروا ” ويقصد بالصبر اي الصبر مع نفسك أما صابروا اي من يصبر أكثر على الاذى لينتصر . فالنفس يصيبها العجز و الخذلان و الاحباط من وقت لأخر وربما تحدثك أن تتخلى عن هدفك و تركن للراحة في حين قد لا تجد التشجيع الكافي ممن حولك وتجد عبارات الاحباط المستمرة وفنون التثبيط الدائمة . فالوصول للأهداف طريق طويل وفيه من الصعاب و الصراع مع النفس ومع الآخرين ما يتطلب من المرء الصبر و المصابرة والعزيمة و الإرادة . لهذا مصاحبة أصحاب الإرادة و الطموح له تأثير ايجابي فكلما احطت بنفسك بأصحاب الطموح العالي كلما زاد حماسك وارتفعت معنوياتك حتى اذا فشلت وقفت من جديد . يقول الدكتور طارق السويدان في معادلة المقارنة ” في أمور النعيم و الاذى انظر لما هم اقل منك ؛ وفي أمور الأخرة انظر للأنبياء و الصحابة و الصالحين ؛ وفي أمور الحياة انظر لمن هم اعلى منك قليلا وليس كثيرا حتى تتشجع وتحقق الانجاز “والأهداف مطلوبة من الإنسان في حياته مهما كان نوعها وماهيتها . فالإنسان بلا أهداف فارغ في حياته بلا جهد ولا عمل ولا فكر . و الحكيم لا يعيش بدون أهداف يسعى إلى تحقيقها . ويركز علماء النفس على أن كتابة الأهداف بالتفصيل أمر مهم لتحقيقها وإلا بقي احتمال تحققها أقل . في العقد الخامس من القرن العشرين أخذ فريق مختص بالأبحاث السلوكية من كلية إدارة الأعمال بجامعة هارفارد عينة عشوائية عددها مئة من طلاب السنة النهائية ، و سألوهم عما يود كل واحد منهم أن يكون بعد عشر سنوات من التخرج ، فجاءت إجابات الجميع بأنهم يودون أن يكونوا أغنياء ، و ناجحين ، و ذوي تأثير في دنيا المال و الاعمال . وقد لاحظ الباحثون أن عشرة طلاب فقط من المئة وضعوا أهدافا محددة و فصلوها و كتبوها و بعد مرور عشر سنوات قام نفس فريق البحث بزيارات متابعة لكامل أفراد العينة ، و اتضح لهم أن ما يملكه هؤلاء العشرة الذين حددوا أهدافهم كتابة ما يعادل 96% من اجمالي الثروة التي يملكها المئة ! واليوم نجد دورات في التخطيط و كتابة الأهداف وأيضا كتب مختصة بالأهداف و أهميتها ؛ ولو سألنا كل الذين وصلوا لأهدافهم سنجد كتابة اهدافهم مع رسم خطة كان من أسباب نجاحهم .يقول دورويثا براند : مفتاح النجاح هو تحديد هدفك و التصرف وكأن الفشل مستحيل و بالتالي سيكون خيارا غير مطروح حقا !