أكد ذوو الشهداء أن التشييع الخاص بضحايا الحادثة الإرهابية التي استهدفت مسجدا بحي الكوثر في مدينة سيهات بمحافظة القطيف سيكون الأربعاء المقبل، مؤكدين ل"الرياض" أن الإرهاب إنما يضرب المسلمين المؤمنين بالله أثناء إقامة شعائرهم الدينية ليفرق بين المسلمين وأبناء الوطن الواحد، وهذا لن يكون أبدا، وبخاصة أن الجميع مع ولاة الأمر يدا واحدة في مكافحة الإرهاب. وقال جعفر العباد عم الشهيدة بثينة : "إن الشهيدة بثينة أطلق عليها النار، وكان عندها طفل وأراد الإرهابي قتلها والطفل، بيد أن إرادة الله سبحانه أنجت الطفل من الرصاص، فيما أصيبت بثينة بطلقة في الصدر أدت لاستشهادها"، مشيرا إلى أن الطفل ابن خالتها وكانت تحمله مساعدة لوالدة الطفلة. وتابع "إن جميع أسر الشهداء، ومنهم أسرتنا تفخر وتعتز بشهادة الشهداء الخمسة ومن سبقهم من الشهداء الذين قتلهم الإرهاب في المساجد وأثناء إقامة شعائر الله"، مضيفا "إننا في أسرتنا نفخر بشهادة بنت أخي بثينة، وعلى عكس طموح الإرهابيين الكامن في دخول الخوف لقلوبنا نشدد على أن بقية الأسرة لبست الأكفان وتعتبر الشهادة طريق إلى الله سبحانه وتعالى، ونحمد الله على أننا كأسرة دخلنا طريق الشهادة، ونوجه رسالة بأننا لن ننثني عن شعائر الله في المساجد، ولن نتراجع عن حب الله أبدا"، مشيرا إلى أن كل أسرة ذهب منها شهيد يقوم بقية أفراد الأسرة بالاستعداد مجددا للشهادة، وهي رسالة بليغة إلى الإرهابيين المجرمين القتلة". وعن الدور الأمني ورجال الأمن قال: "إن دور رجال الأمن فعال وكبير في حماية المساجد بعد الأحداث الإرهابية المؤسفة، والأجهزة الأمنية الرسمية تأخذ دورها في هذا المجال، وهو دور بالغ الأهمية لحماية الناس في مواقع التجمعات الدينية، وهي تعمل بجهد كبير لتأدية المطلوب منها وفق تعليمات ولاة الأمر حفظهم الله تعالى". وتابع "توجد لجان تطوعية على تنسيق مستمر مع الجهات الأمنية وتساند رجال الأمن في العملية التنظيمية، وتتشكل من مجاميع شبابية، ونذر الشباب أنفسهم لحماية الناس جنبا على جنب مع رجال الأمن البواسل، والجميع متوحد في محاربة الإرهاب الدموي الذي يقتل رجل الأمن كما يقتل المواطن الأعزل"، مشيرا إلى هدف العمليات الإرهابية الكامن في ترك المساجد والصلاة لن يتحقق، ف"بعد العمليات الإرهابية ازداد حضور المؤمنين للمساجد وإحياء الشعائر الدينية، وازدادت اليقظة بجهود الجميع بما فيهم رجال الأمن". واضاف "بعد الأحداث المؤسفة ارتفع عدد حضور المصلين يوم الجمعة، وسابقا كان العدد أقل بحكم العطلة ومعظم الناس كانوا يؤدون الصلاة في المساجد، بيد أن ذلك تغير بعد العمليات الارهابية، وكثيرا من المصلين يسأل الله ليل نهار لينال الشهادة الطاهرة في الموقع الطاهر على يد أخبر خلقه". وشدد على أن مهما فعلوا ومهما حاولوا، فإن الإرهاب لن يشق صفوفنا الوطنية، مضيفا "كما كنا في صف الوحدة الوطنية سنظل فيها حتى لو استشهدت ابنتنا أو أسرتنا، ونحن مع وحدتنا الوطنية يدا واحدة ضد الإرهاب، يدا واحدة في خدمة الوطن، يدا واحدة في خدمة مذهبنا وديننا، ويدا واحدة في إحياء شعائر الله سبحانه وتعالى"، مشيرا إلى أن للمسلمين مذاهب إسلامية متعددة وتحيي عبادتها وفق اجتهادات مذهبها، وأن ولاة الأمر مع التعايش بين المذاهب الإسلامية، ومع هذه الاختلاف الطبيعي داخل بلادنا الحبيبة، إلا أن الجميع يدا واحدة في محاربة الإرهاب والتطرف. وتابع "نحن على ثقة تامة من أن الأخوان من المذاهب الإسلامية الأخرى هم ضد العمل الإجرامي الإرهابي الذي حصل في سيهات، أو يحصل في أي مكان في العالم".