دعا شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، الشباب المصري المعتصم في ميدان التحرير بوسط القاهرة منذ الخامس والعشرين من يناير الماضي، إلى الحوار تحت مظلته في الأزهر من أجل صالح البلاد. وقال شيخ الأزهر في نداء وجهه للشباب المصري أمس إنه حرصاً على مصر وشبابها يدعوهم إلى الحوار في الأزهر الشريف، وذلك في إطار دعوته الشاملة للحوار بين القوى السياسية المصرية دون إقصاء لأحد. كما أكد الأزهر في بيان أصدره عقب الاجتماع الطارئ لمجمع البحوث الإسلامية أول من أمس أن الإسلام كما يقرر الحقوق ويحمي الحريات ويرفض الظلم ويقف إلى جانب الشعوب في مطالبها المشروعة في العدل والحرية والعيش الكريم، فإنه يؤكد أن المصلحة الوطنية والحفاظ على أمن الوطن وسلامته مقصد أساسي من مقاصد الشريعة يقدم على ما سواه، ومن هنا فإن التعبير عن الرأي يجب أن يظل محكوماً بالمصالح العليا للوطن وفي مقدمتها الأمن. وأشاد الأزهر بالدور الوطني للقوات المسلحة المصرية، التي - بحسب البيان - أثبتت حرصها على أمن الوطن والتزامها بالدفاع عنه في مواجهة كل الأخطار، وأكدت في هذه الظروف العصيبة التحامها بجماهير الشعب وتأكيدها أنها لن تكون في مواجهة مع الشعب، كما يقدر الجهود المشكورة التي بذلها أبناء مصر من الشباب وغيرهم لحماية الأنفس والأموال والأعراض، والتصدي بحزم للعناصر الخارجة على القانون والعناصر التي اندست بين الشباب لجر الأمة إلى فتنة خطيرة لا يعلم مداها إلا الله. وأضاف البيان: إن المجمع ليؤكد على حرمة الدم المصري وعلى أن أي عمل أو تصرف يؤدي إلى إراقة الدماء أو إثارة الفتنة عمل محرّم شرعاً ومجرّم أمام الله وأمام الناس. وطالب مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر بأن يلتزم الجميع بالتعقل والهدوء والبعد عن أي صدام أو عنف، وبخاصة في هذا الظرف الذي تمر به الأمة. كما طالب المجمع باجتماع سائر القوى السياسية دون إقصاء لأحد لحوار فوري يهدف إلى احتواء الأزمة ورأب الصدع والحفاظ على الأمن وقطع السبيل أمام محاولات التدخل الأجنبي.