جددت وزارة الشؤون الاجتماعية تحذرها من تعاطف المجتمع مع المتسولين في السعودية، خصوصاً بعد أن رصدت الوزارة تورط عدد منهم بدعم جماعات مشبوهة من خلال ما يتلقونه من أموال. وقال الدكتور عبد الله اليوسف وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية للرعاية الاجتماعية والأسرة إن الوزارة تحذر المواطنين من تعاطفهم تجاه المتسولين، لافتاً إلى أنه من الممكن أن يتسببوا في دعم بعض الجماعات المشبوهة، حيث رصدت الوزارة بعض الحالات. بدوره أبان العقيد عمر الزلال عضو المكتب الإعلامي في وزارة الداخلية أن الوزارة لم ترصد حتى الآن استغلال المتسولين في دعم جماعات إرهابية، مشيراً إلى أن ما يدار حول دعمها وتورطها مع جهات مشبوهة مجرد تنبؤات لا يعلم صحتها. يذكر أن يوسف السيالي مدير إدارة مكافحة التسول في وزارة الشؤون الاجتماعية، كان قد أوضح في حديث سابق لصحيفة "الاقتصادية" أن التسول له انعكاسات سلبية على الفرد والمجتمع، حيث يخشى من نشوء عصابات منظمة تستغل الأطفال والنساء وذوي الاحتياجات الخاصة في امتهان التسول بهدف استدرار عطف الناس والكسب بأقل جهد وأسرع وقت. ودعا السيالي خطباء المساجد إلى التوعية بأضرار ظاهرة التسول سواء على الفرد أم المجتمع، لافتاً إلى أن تعاون أئمة المساجد مع فرق المكافحة المعنية بالضبط حسب الأنظمة والتعليمات، وعدم السماح للمتسولين باستغلال المساجد لامتهان التسول وسؤال الناس، أمر واجب وضروري. وقد تم إعداد بحث عن الحالة الاجتماعية للمقبوض عليهم من السعوديين لمعرفة حاجتهم للمساعدة وتحويلهم للضمان الاجتماعي أو للجمعيات الخيرية، وذلك لتوفير وسد حاجاتهم ومنعهم من التسول. ومثّل السعوديون من نسبة المتسولين المقبوض عليهم في محافظة جدة مؤخرا 2 في المائة فقط، وهي نسبة ضئيلة لا تكاد تذكر في مقابل 98 في المائة من غير السعوديين الذين يتخذون من التسول حرفة بسبب مخالفتهم لأنظمة الإقامة والعمل، مع أن معظمهم قدموا إلى المملكة بهدف الحج أو العمرة وتخلفوا عن العودة لبلدانهم. وكشفت دراسة علمية حديثة أن ظاهرة التسول في السعودية تشهد زيادة مستمرة وارتفاعاً مطرداً خلال السنوات الأخيرة بسبب تزايد المتسللين عبر الحدود، والتخلف بعد أداء الحج والعمرة، كما حذرت تلك الدراسة من آثار التسول السلبية على النواحي الاجتماعية والاقتصادية والأمنية.