أعلنت الجهات المختصة أنها ألقت القبض على ما يزيد عن ألفي متسول سعودي داخل مناطق المملكة المختلفة العام الماضي، في مؤشر على تدني أعداد المتسولين السعوديين إلى أقل مستوياتها منذ 13 عامًا. وأوضحت البيانات الإحصائية التي نشرتها صحيفة "الاقتصادية" اليوم السبت 17 مايو 2014 أن أعداد السعوديين المضبوطين العام الماضي بلغت 2023 متسولا، ما يشكل 8% من كل المتسولين المقبوض عليهم، والبالغ عددهم ما يزيد عن 25 ألف متسول. من جهته، قال مدير إدارة مكافحة التسول في وزارة الشؤون الاجتماعية يوسف السيالي: إن السبب في ازدياد أعداد المتسولين عامة يرجع إلى عدم وجود نظام رادع لهم، مؤكدًا أن وجود نظام لمكافحة التسول سيسهم في الحد من انتشار الظاهرة وتحجيمها، خاصة أن نظام مكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص يعاقب على استغلال الأطفال والنساء والإعاقة في امتهان التسول. في حين لام مدير مكافحة التسوّل بمنطقة الرياض عمر محمد العيد المتعاطفين مع المتسولين، معتبراً أنهم يعرقلون جهود رجال المكافحة من خلال إعطاء المخالفين الأموال والصدقات، وذلك حسب ما جاء في صحيفة "الجزيرة". وربط العيد في هذا السياق كثرة وجود المتسولين مع كثرة المعطين لهم من تبرعات لا يستحقونها، حسب قوله، حاثاً إياهم بتوجيه بوصلة صدقاتهم نحو الجمعيات الخيرية المنتشرة بكافة مناطق السعودية، والأشخاص المحتاجين ممن لا يسألون الناس إلحافاً في مساكنهم. وجدّد تأكيده على أهمية تعاون المواطنين من أجل القضاء على هذه ظاهرة من خلال الاتصال على أرقام مكاتب مكافحة التسول في المناطق والتي تعمل على مدار الساعة للتبليغ عن حالات تسول يشاهدونها. وكشف العيد أن مخالفي أنظمة الإقامة والعمل بالمملكة يشكلون 86% من مجموع المتسولين من غير السعوديين، مشدداً على أهمية الحملات التي تنفذها الأجهزة الأمنية في ضبط المتسللين والمخالفين والتصدي لهم. وتوقع أن تسفر هذه الحملات عن الحدّ من أعداد المتسولين في كل المملكة. في هذه الأثناء، كشفت دراسة علمية حديثة أن ظاهرة التسول في المملكة العربية السعودية تشهد زيادة مستمرة وارتفاعاً مضطرداً خلال السنوات الأخيرة، مرجعة الأسباب الرئيسية في بروز هذه الظاهرة إلى تزايد المتسللين عبر الحدود، والتخلف بعد أداء الحج والعمرة، محذرة في الوقت نفسه من آثاره السلبية على النواحي الاجتماعية والاقتصادية والأمنية. وحول جنسيات المتسولين أوضحت الدراسة -التي دعمتها "مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية" بنحو 350 ألف ريال- أن معظم المتسولين من الجنسية اليمنية، تليهم الجنسية المصرية، ثم الجنسيات الأخرى، أغلبهم من الأميين ذوي الدخول المنخفضة. وبينت الدراسة أن أعمار معظم المتسولين المقبوض عليهم تتراوح بين 16 و25 سنة ويليهم الفئة العمرية 46 عاماً فأكثر، وغالبيتهم من الذكور والأميين وذوي الدخول المنخفضة، فضلاً عن أن شريحة كبيرة منهم من المتزوجين، والعاطلين عن العمل، والذين يعولون أعداداً كبيرة من الأفراد.