الروبوتات بات اليوم تؤثر على حياة كل البشر، إذا كنت تركب سيارة، فاعلم أن أحد الروبوتات ساعد في صنعها، وإذا كنت تأكل الشوكولاته، فاعلم أن هناك سلسلة من الروبوتات تصطف لعملها وتعبئتها، وإذا كنت تستخدم حاسوبًا، فهناك عدد من الروبوتات قد ساهمت بشكل فعال في صناعته.. وهناك أنواع كثيرة من الروبوتات، لكل منها استخداماته وتطبيقاته، منها الروبوت الصناعي، الروبوت العلمي، الروبوت الطبي، الروبوت العسكري، والروبوت المنزلي.. ومؤخرا، أعلنت شركة "جوجل" عن تعاونها مع وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" من أجل دمج مشروع الهواتف الذكية خاصتها "تانجو"، Project Tango، في روبوتات تمهيدا لإطلاقها في الفضاء، وتحديدًا إلى محطة الفضاء الدولية. يشار إلى أن الهواتف المطورة ضمن مشروع "تانجو" تتمتع بمستشعرات متطورة قادرة على تكوين خريطة ثلاثية الأبعاد للبيئة المحيطة بتلك الأجهزة، وهو المشروع الذي يشرف عليه قسم "التقنيات والمشاريع المتطورة" لدى "جوجل". وأكدت "جوجل" أن الروبوتات التي سيتم تزويدها بهواتف "تانجو" الذكية ستكون قادرة على تقديم الدعم لرواد الفضاء أثناء تواجدهم بمحطة الفضاء الدولية، إضافة إلى قدرتها على القيام بأعمال الصيانة بشكل مستقل على المحطة. واختارت "ناسا" روبوتات SPHERES، وهي روبوتات ذكية على شكل كرات، لتدمج بها نماذج الهواتف الذكية المطورة من قبل "جوجل" ضمن مشروع "تانجو"، وتختبرها حتى إطلاقها في الفضاء في وقت لاحق هذا العام. وينتظر أن تكون الروبوتات الذكية قادرة -عند إطلاقها في الصيف المقبل- على الحركة والملاحة بشكل مستقل داخل محطة الفضاء الدولية باستخدام هواتف "تانجو"، فيما تتمنى "ناسا" أن تكون تلك الروبوتات مع مزيد من التطوير قادرة على التجول بنفس الاستقلالية في الفضاء الخارجي. الطريف في عالم الروبوتات أن دراسة غريبة من نوعها أجرتها الحكومة البريطانية، قات إن الروبوتات الذكية قد تطالب في يوم من الأيام بحقوقها القانونية، تماما مثل البشر.. وافترضت الدراسة أنه في حال تم هذا الأمر، فإن حكومات العالم سيتوجب عليها عندها أن تؤمن لهذه الروبوتات حقوقها الاجتماعية كالبشر تماماً مثل السكن بل وحتى الرعاية الصحية الخاصة بها "أي إصلاح أعطالها". وحملت الدراسة عنوان "حقوق الروبوتات.. حلم مثالي"، وتناولت التداعيات التي ستترتب على التطورات الهائلة في مجال الذكاء الاصطناعي، وكيف يمكن لذلك أن يؤثر على القانون والسياسة والأحوال المدنية للبلاد، وقد جاءت في مائتين وخمسين صفحة وهي تتطلع إلى التطورات التي يمكن أن تحصل في هذا المجال ومجالات أخرى على مدار الخمسين عاماً القادمة. وتنبأت الدراسة أن الروبوتات ستتمكن من وتطوير ذواتها أو تطوير ذكائها لاصطناعي، وفي حال تم ذلك، كما تقول الدراسة سيكون للروبوتات حقوق وواجبات مثل الإدلاء بأصواتها، ودفع الضرائب وربما أداء الخدمة العسكرية الإلزامية، كما سيكون على المجتمع ضمان حقوق هذه الربوتات مثل الضمان الاجتماعي وغير ذلك. ومن جانبه، علق سير "ديفيد كين" كبير مستشاري الحكومة البريطانية للشؤون العلمية بالقول: ليس الهدف من الدراسة التنبؤ بالمستقبل، بل جاءت بدافع الحاجة لاستكشاف أوسع نطاق من الخيارات المختلفة للمساعدة في ضمان أن تكون الحكومة مستعدة على المدى البعيد وأن تفكر في قضايا مختلفة في تخطيطها لما هو قادم..