لجأ أحد معاهد تعليم اللغة الإنجليزية بمدينة الرياض، لاستغلال طلاب بعض المدارس من أجل تحقيق نسبة السعودة دون علم أولئك الطلاب الذين التحقوا بالمعهد بناء على عرض تدريبي مجاني. وقدم المعهد عرضًا لأولئك الطلاب لتدريبهم لمدة عام بشكل مجاني، ومنحهم مكافأة شهرية طوال مدة التدريب، في الوقت الذي تتفق إدارة المعهد مع بعض الشركات على تزويدها بصور من السجلات المدنية للطلاب، وتسجيلهم كموظفين سعوديين دون علمهم، وهو ما كشفته الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد "نزاهة"، التي كلفت فريقا مختصا بالوقوف على الأمر. وأجرى الفريق زيارة بعض المدارس التي قام المعهد المذكور بتقديم العروض التدريبية لها، والتعرف على أسماء الطلاب الذين تم تسجيلهم بأنهم متدربون، كما تم الشخوص إلى المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية ومكتب العمل بالرياض؛ للتحقق من بيانات تلك الأسماء من واقع سجلاتها، لتكتشف الهيئة ارتكاب المعهد واقعة الفساد والتزوير المتمثلة في تسجيل أولئك الطلاب ضمن نسبة التوطين المطلوب منها، مقابل مكاسب مادية، وأوضحت الهيئة أنه استنادا للمادة "الثالثة/3" من تنظيم الهيئة، ولما تنطوي عليه هذه الوقائع من تزوير، واستعمال، واحتيال، وتلاعب، فقد أحالت الأوراق لهيئة الرقابة والتحقيق لإعمال اختصاصها بالتحقيق وإحالة المتورطين إلى القضاء. كما طلبت الهيئة من المواطنين والمواطنات مساعدتها للكشف عن مواطن الفساد في القطاعين العام والخاص، وتنبه الجميع من مغبة المخالفات، وتأمل ابلاغها عن ذلك استناداً لاختصاصات الهيئة المنصوص عليها في تنظيمها الصادر بقرار مجلس الوزراء رقم (165) وتاريخ 28/5/1432ه، الذي تضمنت المادة الثالثة منه، أن الهيئة تهدف إلى حماية النزاهة، وتعزيز مبدأ الشفافية، ومكافحة الفساد المالي والإداري بشتى صوره ومظاهره وأساليبه.