أعلن المجلس الوطني السوري المعارض اليوم الثلاثاء رفضه للحوار مع النظام ووجه انتقادات لاذعة إلى رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة المعارضة أحمد معاذ الخطيب. وقال المجلس في بيان نشره عبر صفحته على (فيسبوك)إن "ما سُمّي بمبادرة الحوار مع النظام، إنما هي قرارٌ فردي لم يتم اتخاذه ضمن مؤسسات الائتلاف الوطني ولم يجرِ التشاور بشأنه، ولا يعبر عن مواقف والتزامات القوى المؤسِسِة له". وتابع أن "تلك المبادرة تتناقض مع وثيقة تأسيس الائتلاف الصادرة في الدوحة في 11 نوفمبر 2012، والتي تنص في الفقرة أولاً على أن هدف الائتلاف إسقاط النظام القائم برموزه وحلّ أجهزته الأمنية والعمل على محاسبة المسؤولين عن سفك دماء الشعب السوري"." وفي الفقرة خامساً عدم الدخول في حوار أو مفاوضات مع النظام القائم". وأضاف أن المبادرة تتناقض مع نصوص النظام الأساسي للائتلاف التي تؤكد على أن الهدف الأساس من تشكيل الائتلاف هو "إسقاط النظام بكل رموزه وأركانه"، ويرفض الدخول في حوار معه. وأضاف أن" محاولة البعض دفع الثورة السورية نحو تقديم تنازلات والجلوس مع القتلة والمجرمين بذريعة أن الشعب السوري قد أرهقته جرائم النظام وثمنها الفادح، إنما يضع علامات استفهام كبيرة حول عمليات الحصار الإغاثية والمالية والعسكرية التي تعرضت لها قوى الثورة على مدى عامين وما زالت مستمرة". وانتقد البيان بشدة رئيس الائتلاف الوطني أحمد معاذ الخطيب حيث اعتبر اجتماعه مع وزير الخارجية الإيراني " يمثل طعنة للثورة السورية وشهدائها، ومحاولة بائسة لتحسين صورة طهران وتدخلاتها في الشأن السوري ودعمها النظام بكل أدوات القتل والإرهاب، وهي خطوة يرفضها المجلس الوطني السوري بكافة صورها ما دامتْ إيران تساند النظام وتقف إلى جانبه". وقال إن " استمرار رئيس الائتلاف في اتخاذ خطوات منفردة والإدلاء بتصريحات دون العودة إلى مؤسسات الائتلاف ينذر بتوسيع الهوّة داخله، وإحداث ضرر في الصف الوطني مما يمثل خدمة للنظام وحلفائه الذين يسعون بكل الوسائل لإضعاف المعارضة وضرب الثورة وإيذائها". وكان الخطيب قد أطلق مبادرة سياسية لحل الأزمة التي تشهدها سوريا إذ دعا الرئيس بشار الأسد للاستجابة لعرض الحوار بالدخول في محادثات سلام لإنهاء الأزمة. ودعا الخطيب، الذي انتخب أخيرا رئيسا للائتلاف الوطني السوري، الأسد الأسبوع الماضي لتفويض نائبه، فاروق الشرع، لبدء مفاوضات مع المعارضة.