اعتبر فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الشيخ الدكتور صالح بن حميد ابن حميد الفساد بأنه منهج منحرف متلون متفلت متستر محاط بالسرية والخوف، مشيراً إلى أنّه تواطؤ وابتزاز وتسهيل لارتكاب المخالفات الممنوعة والممارسات الخاطئة واستغلال مقيت للإمكانات الشخصية والرسمية والاجتماعية يستهدف تحقيق منافع غير شرعيه ومكاسب محرمه لنفسه ولمن حوله. وقال ابن حميد في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بالمسجد الحرام: حين يكون المسلم الصالح في موقع المسؤولية فهو الحارس الأمين بإذن الله لمقدرات البلاد والعباد يحفظ الحق وينشر العدل ويخلص في العمل ويحافظ على مكتسبات الأمة، صاحب المسؤولية المخلص صالح في نفسه مصلح لغيره يأمر بالصلاح وينهى عن الفساد، مؤكداً إنّ الإسلام قد جعل من الرقابة مسؤولية يتحملها الفرد كما تتحملها الجماعة ، وهذا هو الاحتساب في بابه الواسع الذي يحمي بسعته وشموله رقابه ومراقبه الفرد والمجتمع والمنشآت والدولة من الفساد والإفساد. وقال فضيلته إن كل انحراف للوظيفة العامة أو الخاصة عن مسارها الذي وضعت له ووجدت بحكمته يعتبر فساداً وجريمة وخيانة، مشيراً إلى أنه بذلك تضطرب الأولويات في برامج الدولة ومشاريعها وتبدد مواردها وتستنزف مصادرها ويتدنى مستوى الخدمات العامة وتتعثر المشاريع ويسوء التنفيذ وتضعف الإنتاجية تهدر مصالح الناس ويضعف الاهتمام بالعمل وقيمه الوقت ويضطرب تطبيق الأنظمة، وأضاف مؤكداً إن الفساد يزعزع القيم الأخلاقية القائمة على الصدق والأمانة والعدل وتكافئ الفرص وعدالة التوزيع وينشر السلبية وعدم الشعور بالمسؤولية والنوايا السيئة وينشر الشعور بالظلم مما يؤدي إلى حالات من الاحتقان والحقد والتوتر والإحباط واليأس من الإصلاح، مشدداً على إنه يضعف الولاء الصادق للحق وللأمة والدولة ويعزز العصبية المذمومة.