قال ضحايا عقار ثاليدومايد السبت أن اعتذار الشركة الألمانية المنتجة للدواء الذي سبب تشوهات لآلاف المواليد في أنحاء العالم لا يكفي وتأخر كثيراً. وجرى تسويق هذا العقار الذي تنتجه شركة جروننثال الألمانية دولياً للنساء الحوامل أواخر الخمسينات وأوائل الستينات كعلاج لغثيان الحمل الصباحي، وولد نحو 10 آلاف طفل في أنحاء العالم بتشوهات ناجمة عن تعاطي الدواء أغلبها تشوهات في الأطراف أو ولادة أطفال بدون أرجل أو اذرع. وقال جيف أدامز سبينك وهو بريطاني من ضحايا هذا الدواء "بعد أن حاولت تذكيرهم بسلوكهم الإجرامي من خلال طاولة المفاوضات في مناسبات عدة لا أعتقد أن هذه الشركة ستصلح الأمور أبداً". وقال سبينك الذي يرأس المركز الأوروبي لمعلومات خلل الأطراف وهو مجموعة لدعم المصابين بتشوهات الأطراف الناجمة عن عقار ثاليدومايد وغيره "هذه خطوة أولى مهمة، الخطوة التالية هي تعويض كل من تضرر مما وصفوه بأنه دواء لا ضرر له على الإطلاق". وكشفت شركة جروننثال- التي تقول إنها دفعت نحو 500 مليون يورو تعويضات للضحايا حتى عام 2010- يوم الجمعة عن نصب تذكاري لضحايا الدواء، وفي الاحتفال قال الرئيس التنفيذي للشركة هارالد ستوك أن الشركة تأسف لما حدث للضحايا، وقال ستوك في الاحتفال الذي أقيم في مدينة "باسم جروننثال... أود أن أنتهز هذه الفرصة لأعبر عن بالغ الأسف على تداعيات (عقار) الكونترجان وعن تعاطفنا العميق مع الضحايا وأمهاتهم وعائلاتهم"، مضيفاً "كذلك نسألكم أن تغفروا لنا أننا لم نتواصل معكم مباشرة لنحو 50 عاماً.. نسألكم أن تعتبروا صمتنا الطويل علامة على الصدمة الصامتة التي سببها لها مصيركم". وما زال عدة آلاف من ضحايا الثاليدومايد الذي بيع في ألمانيا باسم كونترجان وفي أماكن أخرى تحت اسم ديستافال على قيد الحياة، ولم يتسن الحصول على تعليق من جروننثال ولم يتضح ما إذا كان مبلغ 500 مليون يورو التي دفعتها تعويضات قد دفعت للضحايا داخل ألمانيا فقط أم للضحايا خارجها أيضاً حيث قامت شركات أخرى بتسويق الدواء. ويحصل ضحايا الثاليدومايد الألمان على إعانة شهرية تصل إلى 1116 يورو من صندوق تساهم فيه جروننثال. وقالت امرأة استرالية حصلت ابنتها على تسوية بعدة ملايين من الدولارات في يوليو/ تموز ضد شركة دياجيو وهي الخلف القانوني للشركة الأسترالية التي وزعت الثاليدومايد أن الاعتذار مهين. وقالت وندي رو لهيئة الإذاعة الأسترالية "أنه ذلك النوع من الاعتذار الذي تقدمه عندما لا تكون آسفاً حقاً". وولدت لينت رو- التي تبلغ من العمر الآن 50 عاماً- دون ذراعين أو ساقين بعد أن تناولت أمها الثاليدومايد لمدة شهر خلال حملها، وقال محاموها أن جروننثال لم تساهم في التسوية.