يستعد مسبار كيريوسيتي لنسف أول صخرة على سطح المريخ. إنها صخرة صغيرة تقع إلى جوار المسبار مباشرة عند الموقع الذي هبط فيه لدى سفح "غيل كراتر"، وقد وقع الاختيار عليها لتكون هدفا لاختبار جهاز إطلاق أشعة الليزر "كيم كام". وسيطلق هذا المدفع المثبت في المسبار حزمة قصيرة ولكنها قوية من شعاع الليزر من شأنها أن تبخر سطح تلك الصخرة بما يكشف تفاصيل مكوناتها الكيميائية. وليس من المتوقع أن تمثل هذه الصخرة التي أطلق عليها اسما علميا هو "إن 165" أي قيمة علمية ولكن هذه التجربة تجرى للتثبت من أن كيم كام على أهبة الاستعداد للعمل. لا مفاجآت يقول روجر وينز كبير باحثي هذه المعدة لبي بي سي "أعتقد أن الصخرة مكونة من البازلت المتوافر في أرجاء المريخ عادة والتي تمثل نسبة كبيرة من الصخور النارية على كوكب المريخ". وأضاف وينز الذي يعمل في مختبر لوس ألاموس الوطني "إن تركيب البازلت معروف. وهو منتشر أيضا في قيعان المحيطات بالأرض. 48 بالمئة منه من ثاني أكسيد السيلكون بالإضافة إلى نسب أخرى من الحديد والكالسيوم والمغنسيوم والصوديوم وأكسيد البوتاسيوم. لا نتوقع أي مفاجآت". وكانت المركبة كيريوسيتي قد هبطت في فوهة غيل أو "غيل كراتر" الواقعة عند خط استواء المريخ قبل أسبوعين. وتتمثل مهمة المسبار في استكشاف طبيعة الصخور في موقع هبوطه للبحث عن أدلة بشأن مدى احتمال وجود حياة على سطح هذا الكوكب في العصور السابقة. انبعاثات ملونة والمسبار مجهز بحزمة معدات لتنفيذ هذا الغرض، ولكن جهاز "كيم كام" الذي اشتق اسمه من "الكيمياء" و"الكاميرا" جذب الاهتمام الأكبر. وذلك لعدم إرسال شبيه له من قبل إلى المريخ. والجهاز مثبت في أعلى سارية المسبار الذي يوجه من خلاله شعاع الليزر على صخور يصل بعدها إلى سبعة أمتار. ويتم توجيه الليزر على النقطة المستهدفة بطاقة تزيد على مليون واط في جزء ضئيل من الثانية. وينتج هذا انبعاثات يراقبها الجهاز من خلال تليسكوب. وتكشف الألوان للعلماء العناصر الذرية التي يتألف منها الحجر. ويعد جهاز "كيم كام" الأداة الرئيسة في عملية اختيار العناصر العلمية خلال رحلة كيريوسيتي التي تستغرق عامين. وإذا كشف الليزر عن صخرة ما مثيرة للاهتمام سيقترب منها المسبار ويبدأ في نشر المزيد من التجهيزات التي تجري المزيد من الفحوصات وتعرف تفاصيل أكثر. وبافتراض نجاح التجربة على الصخرة "إن 165" التي يبلغ قطرها نحو سبعة سنتيمترات فمن المقرر أن يؤدي "كيم كام" دراسته لأول هدف علمي.