بعد أن أُحضِر إلى موعده في ساحة المشهد بمدينة أبها أمس، وفي لحظات من السكون والتسليم لنزول القصاص العادل، تراجع قدرُ موتِ قاتلٍ بقدرِ عفوِ والدِ القتيل، ليضجَّ المكان بصيحات التكبير والتهليل لإعتاق رقبة المواطن سيف بن سالم آل خاطر، من والد القتيل المواطن علي سعد بن عايض بن كدم. وكان جميع الحضور قد استبشروا بذلك الموقف الإنساني، وارتفعت أصواتهم بالدعاء لصاحب العفو ولخادم الحرمين ولأمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز، والأمير العقيد ركن طيار تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز لإسهامهم وتدخلهم في إعتاق رقبة المواطن سيف بن سالم آل خاطر من القصاص، بعد إعلان ذوي الدم التنازل عن الجاني الذي قتل علي سعد بن عايض بن كدم قبل قرابة ست سنوات إثر خلاف نشب بينهما. وكان أمير عسير قد استقبل نائب شيخ شمل قبائل قحطان ووادعة الجنوب الشيخ عبدالله بن فهد بن دليم، والشيخ محمد بن غرم آل كدم شيخ قبيلة آل قريش، والأمين العام للجنة إصلاح ذات البين في إمارة المنطقة مسفر الحرملي، ووالد المجني عليه سعد بن عايض بن كدم وإخوانه وأبنائه، الذي أشار إلى أن شفاعة خادم الحرمين وتدخل أمير المنطقة كان لهما الدور الكبير في إعلان التنازل والعفو عن القاتل لوجه الله تعالى.