يحاولُ سبعُمائةٍ و عشرونَ ألفاً من السعوديين تحفيزَ مجتمعِهم على قراءةِ أحاديثِهم المكتوبةِ في الهواء بحبر تجسدُهُ أصابعُهم من خلال لغةِ إشارةٍ تضمّ إلى اللغاتِ المتداولةِ سعودياً حتى تحتَ أسقفِ دوائرَ حكوميةٍ معنيةٍ بخدمةِ المواطن . أمين مركز الصم بمكةالمكرمة عبدالله السلمي تحدث " للعربية نت " عن معاناة الصم لدى مراجعتهم للإدارات الحكومية والإمارات والشرط وفي المحاكم وأماكن متعدده يقول ان هؤلاء يعانون حقاً لعدم توفير هذه الإدارات مكاتب خاصة لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة وتقديم الخدمة لهم ، مضيفاً نحن في مركز الصم بمكة لايوجد لدينا العدد الكافي كمترجمين للغة الصم فبالتالي نجد صعوبة عند مراجعة الصم لهذه الإدارات وتزداد المطالبة منهم يوماً بعد اخر لماوجدوه من متاعب اثناء المراجعات. فقدانُ خاصيةِ الكلام لم تجبرْ الصمّ َ على الصمتِ، أو الغضبِ رُغمَ صعوبةِ إيصال ِ رسالتِهم، ولا تحجبُ قدرتَهم على الضحكِ في أحاديثَ جماعيةٍ أو من خلال ِ دردشةٍ بالفيديو على أجهزةِ هاتف جوالة. في حديثه "للعربية نت" أشار الدكتور مهند حمدان ان مشكلة التخاطب مع ذوي الاحتياجات الخاصة مشكلة متأصلة ويحتاج لها حل سريع حيث يعاني المريض من هؤلاء الصم من صعوبة شرح مرضة للطبيب اثناء زيارته للعيادة ، ونحن ايضاً كاطباء نعاني ايضاً من فهم وصعوبة الوصول الى تشخيصهم الم نجد معهم مرافق من الاسرة ، في هذه الحالة وجود مترجمين لدى المستشفيات والمستوصفات أضحت ضرورة حتمية حتى تقدم الخدمة لمرضى ذوي الاحتياجات الخاصة على الوجه المطلوب. صمتُهم من تعبٍ و ليسَ من ذهب، و حياتُهم مثقلة ٌ بضيقِ الفرصِ الوظيفية و صعوبةِ التواصل مع ضوضاءِ الشارعِ والحراكِ الاجتماعي وفي أروقةِ إدارات حكوميةٍ. محمد القحطاني مدرب لغة إشارة يشير " للعربية نت " إلى مقدار معاناة هؤلاء الصم من فهم المجتمع لهم مشيراً ان عددهم فقط في العالم العربي يصل الى خمسة مليون اصم تقريباً فكيف عندما يتعامل اهالي مكة مع العالم الاسلامي من ذوي الاحتياجات الخاصة ، فلابد على الإدارات إدراك اهمية توفير مترجمي لغة الاشارة ، ويذكر القحطاني انه قدم عدة دورات لإدارات ومؤسسات وشركات ولمس في الآونة الاخيرة وعي المجتمع وتجاوبه لنداء هؤلاء الصم. من جانبة تحدث "للعربية نت " مدير العلاقات العامة بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي احمد المنصوري بان الرئاسة نفذت دورات عده وبرامج تدريبية مختلفة للإسهام في عملية التطوير والرفع من اداء العاملين في المسجد الحرام ،لغة الاشارة كانت في أولوية التطوير لما لها من اهمية للموظفين والموظفات واستقبالهم في الحرم لذوي الاحتياجات الخاصة وتقديم الخدمة لهم مضيفاً بان اكثر من مائة وخمسة وسبعون موظفاً ومرشدة استطاعوا التعلم للغة الاشارة. كما تحدث الموظف بالحرم الشريف سعود الريشي يقول انخرطت في هذه الدوره وتعلمت كثيراً من لغة الاشارة وبإمكاني الان ان اقدم خدمات بإخواننا من ذوي الاحتياجات الخاصة مشيراً بانه في بداية الدورة واجهنا صعوبة في حفظ الحروف لكن مع مرور الايام اصبحت مسلية وجميلة خاصةً عندما بدائنا في تطبيقها على ارض الواقع ومع زملاء سابقين صم أما طلال شودري وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة تحدث بحرقة " للعربية نت " يقول نواجه متاعب ومصاعب اثناء القيام بمراجعاتنا للإدارات والمؤسسات ، فكثير يقول اننا نغضب سريعاً نحن الصم ، فهو في واقع الامر لم يذق ماذقناه من نظرات دونية وعدم الالتفات لنا. وتجدر الاشارة انه يزدادُ تعدادُ الصمّ في السعودية، بينَما العناية بهم "تدريباً وتوظيفاً" يساعدُ في سدّ ثغراتِ سعودةِ الوظائف، و يضمنُ حلاً مباشراً لردمِ مِساحةٍ شاسعةٍ من هوة البِطالة.