صادرت فرقة من بلدية الجامعة الفرعية جنوبي جدة البارحة الأولى 7500 عبوة حليب أطفال منتهية الصلاحية منذ عامين ونصف. وضبطت فرقة من البلدية كميات الحليب مخزنة في منزل شعبي في حي الثعالبة جنوبي المحافظة، بعد أن تمت مراقبة الموقع منذ نحو أسبوع. وبحسب معلومات مؤكدة، فإن البلدية تلقت بلاغا من مواطن في الحي يفيد بوجود تحركات غريبة في أحد المنازل الشعبية، وذكر المبلغ أنه لاحظ دخول المئات من الكراتين المغلقة والتي تحمل شعار حليب الأطفال الرضع إلى الموقع. وتضمن بلاغ المواطن وجود ثلاثة وافدين من الجنسية الأفريقية يتولون مهمة استقبال الكميات بهدوء وبدون محاولة إثارة ضجيج من حولهم. ووجه رئيس بلدية الجامعة الفرعية المهندس حسن غنيم بمراقبة الموقع والتأكد من المعلومات للدخول للمنزل، حيث انطلقت الفرقة بمشاركة مدير المراقبة في البلدية سعد الغامدي ومدير قسم الأسواق عبدالرحيم الشعيبي، واستمرت المراقبة لفترة أسبوع كامل لم يشهد خلاله المنزل أية حركة مريبة، حتى لاحظت الفرقة أمس دخول الأفارقة الثلاثة للمنزل ومحاولتهم نقل بعض الكميات للخارج إثر اشتباههم بعملية المراقبة فقررت الفرقة المداهمة بحضور رئيس البلدية. ونجح أفراد العصابة في الفرار مستخدمين نوافذ المنزل الشعبي واختفوا في الأزقة والشوارع الضيقة. الفرقة وبعد تفتيش المنزل اكتشفت وجود ما يقارب 7500 عبوة حليب أطفال منتهي الصلاحية منذ عام 2009م، من نوعية حليب الأطفال الرضع المصنوع والمستورد من بلجيكا. كما اكتشفوا وجود كميات من حليث مخصص للأطفال البالغة أعمارهم من سنة إلى ثلاث سنوات والمستورد من فرنسا، بالإضافة إلى أجهزة مخصصة لتغيير تواريخ الصلاحية، حيث كانت العصابة الأفريقية تعمل على مدار الساعة في تغيير التواريخ إلى عام 2012م، بعد أن اتفقت مع أحد الموردين لتوزيع الكمية الضخمة في مدينتي الرياضوجدة. أحد جيران المنزل الشعبي، قال ل «عكاظ» بأنه لاحظ وجود تلك العصابة منذ أشهر، حيث كانت تقوم بنقل العديد من الكراتين إلى داخل الموقع خلال الفترات المسائية، مشيرا إلى أنه كان يتوقع بأنها مستلزمات تخص المنزل، دون أن يتوقع أنهم ينقلون حليبا مسموما للأطفال. من جهته، أكد المهندس حسن غنيم رئيس بلدية الجامعة الفرعية، أن البلدية قامت بواجبها الوظيفي والوطني، حيث تم الاتفاق على مراقبة المنزل والقبض على المورد ومختلف المساهمين في عملية توزيع الحليب، موضحا بأن الفرقة داهمت الموقع على الفور بعد أن خشيت من تولي الأفارقة الثلاثة نقل الكميات إلى موقع آخر بعد أن شعروا بمراقبتهم. وأضاف المهندس غنيم، بأن المعلومات المتوافرة لديهم تفيد بأن كميات الحليب المقدرة ب 7500 عبوة كانت معدة للتوزيع في مدينتي الرياضوجدة. وزاد «سيتم رفع تقرير متكامل إلى الجهات المختصة للتعرف أكثر على مصدر الحليب ومعاقبة المتسبب، بعد أن تم رفع تقرير إلى وزارة التجارة يتضمن عنوان المنزل واسم المالك ورقم عداد الكهرباء، حيث سيتم استدعاؤه والتحقيق معه بشكل فوري». وفي السياق ذاته، أكد ل «عكاظ» مصدر مطلع في وزارة التجارة أنها ستستدعي مالك المنزل والتحقيق معه حول علاقته في القضية ووجود مستأجرين للمنزل من عدمه، ومن ثم ستحول القضية بكافة حيثياتها إلى هيئة التحقيق والادعاء العام. وذكر أن النظام يوصي بعقوبة للحالات المشابهة بمبلغ يصل إلى 500 ألف ريال والسجن والتشهير في الصحف المحلية. وعن خطورة الحليب المنتهي الصلاحية، قال: الحليب حساس للغاية في حال لم يتم حفظه بشكل جيد، وبالتالي فإن الحليب المنتهي الصلاحية سيتحول إلى سم للأطفال، أقله أن يتسبب في أمراض كالإسهال والقيء للأطفال على أقل تقدير.وقال المصدر بأن أغلب القضايا المشابهة لهذه القضية والتي سبق التعامل معها، تؤكد بأن توزيع الحليب المنتهي الصلاحية على المحال الصغيرة والصيدليات غير المعروفة، في حين تلتزم عادة المحال التجارية المعروفة والصيدليات الشهيرة بشراء المنتجات من الوكيل نفسه