أكد علماء ألمان أن نجما في الفضاء يوجه كميات هائلة من الأشعة السينية إلى كوكب تابع له تبلغ قوتها مئة ألف ضعف الأشعة السينية التي تصل الأرض من الشمس، ورجح العلماء في مجلة "استرونومي اند استروفيزكس" أن تؤدي هذه الأشعة السينية المكثفة إلى تبخر خمسة ملايين طن من مواد الكوكب في كل ثانية. وقال الباحثون تحت إشراف عالم الفلك الألماني سيباستيان شروتر إن نظام "كوروت 2 ايه بي" الذي تم اكتشافه باستخدام قمر "كوروت" الصناعي الفرنسي يبين مدى صعوبة بقاء كواكب في مثل هذه الأنظمة وإن كتلة هذا الكوكب الوحيد الذي عثر عليه في هذا النظام حتى الآن تبلغ ثلاثة أمثال كتلة كوكب المشترى، أكبر كواكب المجموعة الشمسية، وفي الوقت ذاته فإن المسافة التي تفصل الكوكب عن نجمه تقل 40 مرة عن تلك التي تفصل الأرض عن الشمس "لذلك فإن هذا الكوكب يشوى بشكل حقيقي من قبل نجمه" حسب توضيح شروتر في بيان عن المرصد الفلكي في هامبورج. وأشار الباحثون إلى أن الدراسات التي أجريت على هذا النظام باستخدام تلسكوب "شاندرا" الفضائي للأشعة السينية التابع لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" وتلسكوب "في ال تي" التابع للمرصد الأوروبي في شيلي أظهرت أن عمر النجم يتراوح بين 100 إلى 300 مليون سنة، مما يعني أنه مكتمل النضج بالمقاييس الفلكية وأن هذا النشاط المغناطيسي الشديد لنظام "كوروت 2 ايه بي" يعتبر غير عادي بالنسبة لهذه المرحلة من التطور "وربما كانت شدة اقتراب الكوكب من نجمه هي سبب تسريع وتيرة دورانه مما أبقى على نشاط المجالات المغناطيسية" حسبما يعتقد شتيفان شيسلا، المشارك في الدراسة.