أكد معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ أن مكةالمكرمة سوف تشهد غداً نقلة تاريخية ، وعهد جديدا في مسيرة خدمة البيت الحرام ؛ وذلك برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - حيث يدشن - أيده الله - مشروع توسعة المسجد الحرام التي أمر بها ويضع حجر الأساس لعدد من المشاريع التطويرية في منطقة الحرم المكي الشريف. وأوضح معالي رئيس مجلس الشورى أن موافقة خادم الحرمين الشريفين على هذه التوسعة الضخمة التي تشمل الجهة الشمالية لساحات المسجد الحرام ؛ تأكيد راسخ لامتداد الرعاية الكريمة والاهتمام المتواصل من قيادة هذه البلاد بالحرمين الشريفين - أقدس البقاع على وجه الأرض - عاداً هذه المشاريع درة للأعمال الجليلة والعظيمة التي اضطلع بها خادم الحرمين الشريفين لخدمة الإسلام والمسلمين. وقال معاليه : وضع خادم الحرمين الشريفين خدمة الحرمين على قائمة أولوياته واهتماماته وكرس وقته لمتابعة شؤونهما متابعة شخصية، مواصلاً بذلك تقليدٌ وإرث سارت عليه هذه البلاد منذ تأسيسها على يد المغفور له - بإذن الله - الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - في خدمة وإعمار بيت الله الحرام والمسجد النبوي الشريف، مبيناً أن جميع المسلمين في شتى بقاع الأرض ينظرون إلى هذه العناية والاهتمام بأحب البقاع إليهم وأقدسها الحرمين الشريفين بعين الاحترام والإجلال لما لها من دور في تيسير أمورهم في أداء مناسكهم. وأكد معالي الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ أن هذا المشروع التاريخي في توسعة الحرم المكي الذي يمتد على مساحة تقدر ب400 ألف متر مربع وبعمق 380 متراً، وتلك المشاريع التطويرية الأخرى التي ستشهدها منطقة الحرم ، من شأنها أن تضاعف الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام، بما يتناسب وزيادة أعداد المعتمرين والحجاج والزوار في كل عام بما يساعدهم في أداء نسكهم بكل يسر وسهولة ، وفقاً لأساليب حديثة وعصرية تعتمد على أرقى التصاميم المعمارية. وأردف معاليه قائلاً : إن وقف الملك عبد العزيز للحرمين الشريفين يعد من أضخم المشاريع الاستثمارية التي سيعود ريعها لصالح المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف ، إضافة لإنشاء ساعة مكة التي تعد أكبر ساعة في العالم ويمكن مشاهدتها من جميع أرجاء العاصمة المقدسة ، مشيرا إلى أنها اشتملت على أحدث التقنيات المتطورة والحديثة في هذا المجال، بما يحمل بعداً نوعياً يجعل من مستقبل هذه البقعة المشرفة مستقبلاً مميزاً ونادراً في متناول الجميع. وأبان معالي رئيس مجلس الشورى أن المملكة قامت على هدي الكتاب والسنة منذ عهد المؤسس رحمه الله وسارت على هذا النهج في عهد أبنائه الملوك من بعده - رحمهم الله جميعاً - وصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - الذي يؤكد في كل مناسبة على التمسك بهذا النهج القويم الذي ينطلق من تقدير عظم المسؤولية الملقاة على عاتق المملكة وقيادتها وأبنائها باعتبارها مهبط الوحي ومنطلق الرسالة وفيها قبلة المسلمين. ولفت معاليه النظر إلى أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - ومنذ توليه مقاليد الحكم ظهر لكل متابع وبوضوح تام ما تتسم به قراراته ومواقفه من حكمة وبعد نظر فركز على ما قامت عليه هذه الدولة المباركة من استمرار المحافظة على ثوابت الدين ومبادئه ، ثم سعى بعد ذلك إلى بناء الإنسان السعودي والاستثمار فيه بوصفه اللبنة الأولى في نهضة المجتمع ورقيه وظلت أرض الحرمين الشريفين رمز الإيمان ومعقل الإسلام ومهوى أفئدة المسلمين، مشيراً إلى أن توسعة وعمارة الحرمين الشريفين حلم ضخم تحقق بفضل الله ثم بحرص خادم الحرمين الشريفين على أن يوفر للمسلمين تأدية المناسك بيسر وسهولة وطمأنينة وأمن وأمان ففي المسجد الحرام والمسجد النبوي سجل ذهبي حافل يسطع بنور الانجازات المتوالية والمميزة والرائدة بدءاً من توسعة المسعى الذي ارتفعت طاقته الاستيعابية من أربعة وأربعين ألف ساع في الساعة إلى مائه وثمانية عشر ألف ساعٍ في الساعة مما سهل على الحجاج والمعتمرين إكمال مناسكهم ثم ارتبط بهذه التوسعة دراسة توسعة المطاف تسهيلا وتيسيرا للمسلمين، ثم افتتاحه لمشروع سقيا زمزم وغيرها من المشروعات المتتابعة والمتلاحقة بهدف جعل الحرمين الشريفين من أجمل بقاع الأرض. وأكد معالي الدكتور آل الشيخ أن الجهود المتواصلة التي تقدمها الدولة في خدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن تأتي من رجال صالحين ومصلحين في هذا البلد الطيب، مضيفا أن ما نراه اليوم من مشروعات ضخمة لم تأتِ من فراغ وإنما هي ثمرة لجهود كبيرة ودليل واضح وسمه بارزة تؤكد عناية المملكة بخدمة الإسلام والمسلمين. ورفع معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور آل الشيخ شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني -حفظهم الله-، على ما يولونه من اهتمام وعناية ورعاية بالحرمين الشريفين الحرم المكي والمسجد النبوي وبالإسلام والمسلمين، منوها إلى أن ذلك شرف لا يضاهيه شرف، ومنزلة عظيمة لا تضاهيها منزلة، دولة رشيدة ورجال مخلصون خصهم الله سبحانه وتعالى بحمل لواء خدمة هذا الدين وإعلاء كلمته، كما خصهم عز شأنه بخدمة ضيوف بيته الحرام وزائريه وقاصدي مسجد نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم، حيث جعلوا ذلك منهج وإستراتيجية لرسالة سامية سُخرت لأجلها كافة الإمكانات والطاقات خدمةً للدين وإعلاء لكلمة الله عز وجل.