شدد مدير فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في منطقة عسير الشيخ محمد بن سعيد القحطاني على أئمة وخطباء المساجد باتباع أنظمة الوزارة في مجال تفطير الصائمين في المساجد، مشيرا إلى أنه لا مجال للاجتهاد في هذا الأمر. وأكد في حواره مع «عكاظ» أنه لو حصل أن خالف أي مسجد هذه الأنظمة فسوف يحاسب ويأخذ على يده ويوجه الوجهة الصحيحة، مبينا أن ضبط أعمال الخير له آثاره الطيبة على مسار الدعوة والأعمال الخيرية. وأوضح أن فرع الوزارة في منطقة عسير يشرف على جميع مشاريع إفطار في المنطقة، والوزارة وضعت لها نظاما محددا يلتزم به من يريد البذل من ماله لتفطير الصائمين، أهمها: أن يتعهد أن لا يجمع تبرعات لا من الجيران ولا من غيرهم، وأن يكون من يتحدث - لو حصل حديث- شخصا مرخصا له ومعروف بعلمه وقدرته على الدعوة. • ماذا تفعلون فيمن يغادر مسجده إلى مكة أو المدينة للاعتكاف في العشر الأواخر؟ التوجيهات أن يلتزم الأئمة مساجدهم في رمضان ما لم تكن هناك ضرورة تقدر بقدرها وأن لا يحصل خلل في المسجد، وهو ما لا نرضاه ولا نقره أبدا، وإذا حدث فسوف يحاسب، ونحاول ضبط الأمور. • هناك من يشتكي من وجود صناديق للتبرعات في المساجد.. ما ردكم؟ الوزارة ترفض ذلك تماما، وإذا وصلها شيء من هذا القبيل فلا تتراخى في تطبيق العقوبات التي تصل طي قيد الإمام، فجمع التبرعات لها قنواته الرسمية المعروفة. • هل يتم تحديد موضوعات خطبة الجمعة لخطباء المساجد؟ الوزارة لا تحدد أو تفرض أي موضوع إلا إذا كان هناك أمر أو حدث فيلتزم الجميع بالخطبة، وكل خطيب له الحرية في تناول خطبته بالأسلوب الذي يراه، لكن لا يخرج عن الإطار العام والمحدد للموضوع الذي يتحدث فيه. • بخصوص مكبرات الصوت في المساجد فإن قرار الوزارة يحدد وجود اثنين فقط في كل مسجد، لماذا لا نرى تفعيلا لذلك القرار في بعض المساجد؟ مكبرات الصوت وضعت لإعلام الناس بموعد الصلاة وإقامتها وهذا هو الدور الأساسي، أما مكبرات الصوت الداخلية فهي لإسماع من بداخل المسجد خصوصا في ظل ضجيج السيارات والمكيفات، بالإضافة إلى أنه إذا كان هناك درس أو محاضرة فهي لنقل الصوت للحاضرين دون عناء التدافع إلى مقدمة المسجد. ومن يرفع صوت المبكر الخارجي قد يكون القصد حسنا، ولا أشك في قصد أحد لإسماع الناس الخير داخل البيوت، خاصة وأنها مليئة بالتلفزيونات والفضائيات. ويرى بعض الأئمة أن يصل صوت القرآن والسنة إلى أن يشعر به المتغافلون، لكن كل شيء يزيد عن حده ينقلب إلى ضده، ويكون إزعاجا إذا زاد عن حده، وأرجو أن يفهم الأمر على حقيقته، لأنه إذا تعدى ذلك ينزعج حتى محب الخير. وفرع وزارة الشؤون الإسلامية في عسير يهتم بهذا الأمر وينبه إلى قصر صوت مكبرات الصوت داخل المسجد، ولا تفتح المكبرات الخارجية إلا وقت الأذان والإقامة. وهناك متابعة مستمرة من خلال جهاز رقابي خاص بالفرع لمتابعة ذلك ورفع تقارير دورية ويومية، ويتم تطبيق العقوبات على المخالفين تبدأ بلفت نظر وتصل إلى طي قيد من لا يلتزمون بتعليمات الوزارة، لأن من استساغ المخالفة في هذا الأمر فسوف يستسيغها في أمر آخر. • وما دوركم الرقابي على المساجد؟ يكون على قسمين؛ مراقبة المساجد تتعلق بالمؤذن والإمام والخطيب، ومراقبة لصيانتها تتعلق بالخادم والشركات المشغلة مسؤولة النظافة، والتقارير عن ذلك ترفع بشكل يومي، ويتم التقييم وتحصل الغرامات وإلغاء عقود والاستبعاد إذا وقع تقصير أو عدم التزام ونحن نحرص على ذلك، لكن نظرا لاتساع المنطقة وكثرة المساجد والتي تبلغ ما يقرب من 15 ألف مسجد يشرف عليها الفرع، نجتهد على أن تكون الخدمة على أعلى مستوى. • لماذا يوجد أئمة ومؤذنون غير سعوديين في بعض المساجد؟ نظام الوزارة لا يجيز هذا الأمر على الإطلاق، ولكن قد تكون تصرفات شخصية أو ضرورة، كونه محفظا للقرآن في ذلك المسجد. ومبدأ تعيين مؤذنين وأئمة غير سعوديين مرفوض تماما، ليس نقصا في هؤلاء الوافدين ولا تفرقة، فهم إخوة وأشقاء والمسلمون مسؤوليتهم واحدة، ولكن هناك أولويات حتى في الصدقة فالأقربون أولى بالمعروف، فإذا وجد من يقوم بهذه المهمة من أبناء البلد فهو الأولى بهذا الأمر. ولا أخفيك أن الإقبال على الإمامة ضعيف في زمن الماديات والبحث عن التجارة والمكاسب، كما أن انشغال الناس وبعد أماكنهم ووظائفهم أدى لقلة الرغبة في الالتزام بالإمامة الحقيقية. • لكن بعض الأئمة السعوديين كبار في السن ولا يجيدون القراءة والتجويد؟ دورهم يقدر ويذكر فيشكر وهم جاءوا في زمن قل فيه من يقرأ ويكتب، وكانوا يسدون ثغرة كبيرة جدا في هذا المجال، وهم آباؤنا وكبارنا. نحاول التقليل من الأئمة كبار السن وهم قليلون جدا في ظل وجود الحفظة المتقنين والمتخصصين في الشريعة، وخريجي المعاهد الشرعية المتخصصة، ومنهم متمكنون من الخطابة، وبعض كبار السن من الأئمة قدموا استقالاتهم دون أن يفرض عليهم ذلك.