قامت بلدية محافظة طريب بإزالة أحد المجسمات الجمالية على مدخل مدينة المضة خوفاً من سقوطه في خطوة استباقية لمنع كارثة محتملة، وهي خطوة تشكر عليها بلدية طريب ورئيسها الجديد الذي كثرت تجاهه الآمال للنهوض ببلدية طريب وتحقيق رغبات أهالي المحافظة في المزيد من المشاريع والخدمات وتترقب لقرارات إدارية داخل البلدية نفسها تعصف بفساد مزمن توغل في معظم أقسام البلدية، وإلى قرارات حاسمة تضع الموظف الكفء المناسب في المكان المناسب. نعود لهذه المجسمات التنكية التي انتشرت في نطاق بلدية طريب، ومن حقنا كمواطنين أن نتساءل عن ماذا تعني هذه المجسمات؟ وإلى ماذا ترمز؟ هل هي مستوحاة من بيئتنا المحلية مثلاً؟ هل هي تمثل لوحة لأحد فناني المنطقة أو المملكة؟ كلنا فرحون بإضافة أي لمسة جمالية في شوارعنا أو في الميادين العامة بشرط توافقها مع الذوق العام وأن يكون لها دلالة واضحة. المواطنون لا يعرفون إلى ماذا ترمز هذه المجسمات فأطلقوا عليها ألقاب تقريبية، إما المجسم الأخضر أو المجسم المزركش أو مجسم أبو جلمبو إلى غيرها من الأسماء المضحكة. هذه المجسمات صنعت من المواسير والجسور الملحمة ثم ألبست ثوب من الصفيح "التنك" ثم صبغت بكل الألوان الموجودة على الكرة الأرضية، كل من في المحافظة يذكر صاحب الددسن الذي لحم صفيح المجسمات ويذكر عمال الدهانات وهم يصبغون هذه الأوان "الخنفشارية" على جوانب المجسمات التنكية بطريقة أقرب إلى العشوائية. أجزم بأن المجلس البلدي لم يناقش ولن يناقش هذه الأمور، أو كيف تم ترسيتها؟ وكم كانت تكلفتها؟ وهل الجهة المنفذة متخصصة في هذا المجال ومصنفة؟ وها استخدمت فيها مواد مطابقة لكراسة الشروط؟ ثم يبقى الأهم وهو كيف كانت طريقة الإشراف؟ ومن كان مشرفاً؟ وهل العمالة المنفذة فنية محترفة أم أنها نفس العمالة التي تصنع "هناجر" الأعلاف وشبوك الأغنام وغرف الصفيح الجاهزة المخصصة للمواشي. على بلدية طريب أن تتأهب لإزالة باقي المجسمات فقد صنعت وجمعت ولحمت ونفذت بنفس الطريقة.