الأن في القرن الواحد والعشرين ومع زيادة الحركات الإعلامية الغربية والثورة المعلوماتية جعلت النموذج الأمريكي نموذجاً كونياً يجب تبنيه وتقمصه من خلال أيديولوجية زلزلة الثقافة العربية التي تؤدي لتهميش هوية المواطن العربي ! والمحاولات الكثيرة التي تشن في "غفلة العروبة" لإخضاع السلوك العربي لقيم وأنماط متناقضة ومغايرة لسلوكياته العربية . ايضاً العمل على إضعاف الشخصية العربية من خلال التشويش بالقيم والسلوكيات وإظهار سلبياتها في العصر الحديث وتكون تلك طريقتهم المتبعه لتسميم الثقافة العربية ! وجميع تلك المحاولات التي تأتي ك"استعمار للفكر" ليست الا من أجل الوصول لمبتغى واضح و صريح يقوم على تفكك الوحدة الإسلامية و العربية وضمان الضعف العربي لكي تتوفر بذلك جميع السبل المؤدية لممارسة الإستبداد الثقافي والسياسي بين الأوساط العربية . وقد كان للمبشر لورانس براون تصريح يقول فيه : "اذا اتحد المسلمون في امبراطورية عربية أمكن ان يصبحوا لعنة على العالم وخطرا فيجب ان يبقى العرب والمسلمون متفرقين ليبقوا بلا قوة ولا تأثير". من هنا يكون لزام على العربية التي يسعى الجميع لطمسها واضمحلال هويتها وضع استراتيجية ثابتة وتكون بالتجرد من آثار العولمة التي تلتصق بها وتفعيل الوجود الثقافي وبناء قاعده صلبة لخصوصياتها الذاتية التي يجب أن تكون غير قابلة للتغير والعمل على تنمية شعور الأفراد بالإنتماء ودعم التفاعل الحضاري بين الأمم وعدم الإنجراف ورا المواكبة الغربية ومطالباتهم بالتحديث المستمر الذي قد يأتي مغاير للواقع العربي ! لكن التحديث المطلوب من العربي الأن هو التحديث الذي قد يضمن له إستمرارية التاريخ للأمة العربية وعدم القبول بالتبعية التي تجردنا من الكيان العالمي لألى تكون لافتات أجيالنا لاحقاً "كانت هناك أمة تدعى العرب".