حين يتناول بيننا المتميز فكرة جديدة حقيقتها ومضمونها منطقية ومعقولة جداً ، ولكن قد تُقدم بطرق مختلفة عن النمط المألوف والغير تقليدي !! فقط لمجرد خروج تفكير موهوبنا عن الصندوق هو مذنب لارتكابه "جريمة يعاقب عليها المجتمع". عليه هنا مواجهة الحرب العنيفة الموجهه له وأسلحتها الشتائم بأنواعها ، التسفيه والتجريم والأسلحة السوقية الدنيئة ! التي نعدها في مجتمعنا "نقد هادف" ! وهنا نجد المعضلة الأساسية في مجتمعنا التي ادت لنشؤ قانون "قالوا ويقولون" . وأصبح الرأي الأول لجميع القرارات المتخذة في مجتمعاتنا هو "ماذا سيقولون" ؟؟ بعيداً عن التعمق في سيرة الشاب السعودي الذي رأه جماهيره مذنب في طرحه الجديد حين قام بالتصوير بجوار شقيقته "المحجبة" عبر وسائل التواصل الاجتماعي . إلا أن من غير المنطق الشروع في إدانته بالجرم فقط لمخالفته العادة ! الاختلاف هنا هو مجرد اختلاف في طرح الفكرة وليس اختلاف في عقائد ثابتة . أصبحنا الأن بحاجة ملحة لزرع ثقافة قبول الاختلاف في نفوسنا ونفوس الأجيال القادمة وترسيخ مفهوم الإتفاقية على المضمون والاختلاف بالمظهر الذي سوف يساهم كثيراً في تعزيز وظهور مواهب جديدة متنوعة في طرحها وإنتاجها . وصف الحال الكاتب عبدالله السعدون حين قال "الأفكار المختلفة عن السائد مهما كانت جميلة ومفيدة تبقى صادمة ومرفوضة حتى يتم إقرارها من جهات عليا، وبعد التجربة يتساءلون: كيف كنا نرفضها؟" ولكن ورغم محاربتنا للجمود وإدعائاتنا المؤخرة حول القبول بسلمية التعايش مع الاختلاف نقوم في الوقت نفسه بدفن اللانمطي بيننا !! وفي طور تعدد سبل المثالية الفردية !! في الحقيقة مجتمعنا لازال يشكوا من هيمنة أصحاب مبدأ "إختلافك عن العادة خطيئة".