إلى وقت قريب كان في طريب وهج وألق حقيقي خاص برمضان وافراحه التي لا تنقطع طيلة 29 ليلة بمشاهدها التي لا يمكن نسيانها لجمالها وبساطتها وطيبة اهلها وسمو مقاصدها ؛وهي فعاليات عفوية متنوعة لازمت هذا الشهر العظيم ؛ فكم ليلة جمعتنا التراويح في المساجد الضيقة بترابها ثم بسجادها وكم انارت نفوسنا قبل شوارعنا مصابيحها المتوفرة مابين الإتريك او الفانوس وربما لمبة الجازولين [القاز] وكم من الرمضانات اجتمع فيها الجيران في قرى طريب بعد التراويح للقهوة في كل بيت بالترتيب وهم في قمة السعادة فيتسامرون ويتناولون البلح اليبس او الجديد منه مع القهوة وبعدها ماتيسر من خبز البر مع السمن ،مستمتعين بجو روحاني فرائحي أخوي يمتد احياناً لثلاث ساعات ليلية واحيانا يلعبون شد الحبل او تحدي من يصرع الاخر ارضاً ! يعقب ذلك الإنصراف استعداداً ليوم اخر جديد... ولكن بقاء الحال من المحال فقد غابت كثير من العادات الطيبة مع أهلها ؛والخير باق بإذن الله؛ ولكن مع التغيير الشامل الذي اكتسح شتى مناحي الحياة ومنها المظاهر الرمضانية الجميلة كان لابد من التناغم مع متطلبات المرحلة والأجيال فقامت في السنوات الماضية بعض المهرجانات بطريب منها ماهو بجهود فردية ومنها ماهو تحت رعاية بعض اللجان الاهلية الحالية والرسمية ولهم الشكر والتقدير على ذلك ولكن ذلك لم يستمر طويلا ولم يأخذ في الاعتبار أن الجمعيات الاهلية عليها واجبات ومسؤوليات كبيرة ومستمرة تجاه المجتمع وخاصة الشباب وفي شهر رمضان تحديداً وفي هذا الصيف الطويل بالذات. إن الكثير بطريب والمصيفين والزائرين يتساءلون أين هي الدورات الرياضية والفعاليات والمسابقات الرمضانية الليلية وأين الإجتماعات الثقافية التي تجمع المهتمين وأين ترتيب سهرات الخير والتناصح والنقاشات المفيدة ؟ الكثير اصبح يتساءل عن دور اللجان الأهلية بمختلف مسمياتها بطريب وهي معروفة ؛ وشخصياً أكن كل المحبة والتقدير وصلة الأخوة والرحم لجميع رؤساءها الأفاضل ؛ وحتى اكون موضوعياً فإنني اعتذر سلفاً اذا كان لهذه اللجان جهود قائمة حالياً لا أعلمها في رمضان 1436ه ؛ وروساء هذه اللجان بلا ادنى شك يسعون للخير وينشدون خدمة مجتمعهم ولكن المجتمع نفسه والناس بشكل عام لن يلتمسون الاعذار لهم ولا لأحد غيرهم بقدر ما يبحثون عن مخرجات ودور الجمعيات والمجالس في هذا الشهر ؛ لأنهم يعلمون ان هذه المؤسسات الاهلية قامت واستمدت وجودها النظامي والاخلاقي من أجلهم ولغرض خدمتهم. ومن المعروف ان عين المراقب دائما واسعة وتبحث عن التقصير!. إن اخبار واحاديث المجالس تقول ان دور الجمعيات والمجالس الاهلية بطريب في رمضان مفقود هذا العام بالكلية وزاد بعضهم ان احد أسباب غياب دورها هو مركزية سلطتها المتأصلة والتي أفرزت نفوراً وإحجاماً للكوادر المتحمسة للعمل الخيري والاجتماعي والتنموي والثقافي بطريب ... وقال آخر يعبر عن استياءه أن رمضان حزين هناك !! وهو يقصد المناشط الليلية الرمضانية.. أخيراً لإخوتي الأفاضل القائمين على هذه المؤسسات اقول ومن تجارب عملية تطبيقية ناجحة بفضل الله لم أرى عملاً موفقاً مهنياً وبناءً ومثمراً وكان في أحد زواياه بيروقراطية أو تهميش أو استئثار برأي ؛ فالعمل الناجح اساسه الجمع وليس الفرد ؛ أي العمل بروح الفريق المتعاون لا بجهد القائد او المدير او الرئيس فقط؛ فإن حدث ذلك بأي مؤسسة _اي غياب روح الفريق _ حلت معه الخسائر وعدم النجاح وأبتعد اكثر الناس صدقاً وولاءً وإخلاصاً عن تلك البيئة ؛ وهذا لايعني تخلي المسؤول الاول عن اتخاذ القرار ولكن ذلك القرار تتم صناعته من خلال منظومة اشخاص متكاملة حول الرئيس. فلاش : في رمضان القادم هل تستطيع اللجان الأهلية بطريب إعادة شيء من عبق الماضي السعيد؟ نتمنى ذلك ولكنها تحتاج لدعم مختلف وكوادر شابة لديها الرغبة في خدمة المجتمع واحتساب الثواب من الله؛ وهذا بدوره يحتاج محفزات.!!. تقبل الله منكم جميعاً.وبالشكر تدوم النعم.