يقول شارل دي فونتسكيو " لو أردنا السعادة فقط لصار الأمر سهلا، لكننا نريد أن نكون أسعد من الآخرين وهذا شيء صعب دائما لأننا نعتبرهم الأسعد على الدوام" وهذا حال بعض الناس في وقتنا الحاضر، تجدهم يحترفون الشكوى والغم والهم وهم في حال جيدة وعيشة هنية، لكنهم لا يقدرون على رؤيتها لأن أعينهم مشغولة بما لدى الآخرين وفي عمى عن ما يملكونه هم ولا يملكه غيرهم. بل إن البعض يصل بشكواه للتذمر من أسرته وشكله وعمله ومشاريعه وحياته بالكامل دون أدنى إيجابية لأي فعل أو عمل مارسه أو يمارسه ويتناسى كل نجاحاته التي حققها في حياته منتصرا بذلك على الآخرين! وهذا الأمر والتفكر به يقودنا إلى أن نؤمن فعلا بأن القناعة بما قسم الله نعمة عظيمة، فهي تولد راحة وطمأنية ورضى، وهذه هي مقومات السعادة، يقول الله تعالى في كتابه :" فخذ ما ءاتيتك وكن من الشاكرين " إن الرائعين فقط من يرضون بحالهم بل ويتخطون عيوبهم فلا هم الذين قارنوا حالهم فأصابهم الغم والإحباط، ولا هم الذين عطلوا مواهبهم في حياتهم وتخاذلوا باليأس فخذلهم. كان حليم العرب الأحنف بن قيس ، نحيف الجسم، أحدب الظهر، أحنى الساقين، ضعيف البنية ورغم عيوبه الجسدية أصبح رمزا للحلم والأناة . يقول الشافعي : رأيت القناعة رأس الغنى فصرت بأذيالها متمسك فلا ذا يراني على بابه ولا ذا يراني به منهمك فصرت غنيا بلا درهم أمر على الناس شبه الملك فتش عن مخابئ الجمال فيك، فليس أجمل من اكتشاف ذاتك بشكل مغاير لما أنت تراه الآن، تفكر وتأمل حياتك ومسلسل النجاح لديك، حتى الفشل فما هو إلا خطوة كانت تقودك للانتصار على ذاتك لتحقق ما كنت تحلم به.